इमाम अली की प्रतिभा
عبقرية الإمام علي
शैलियों
فلما رأى إصرارهم وقلة أنصاره على رأيه بينهم قال: «فقد أبيتم إلا أبا موسى!»
قالوا: «نعم!»
قال: «فاصنعوا ما بدا لكم!» •••
فهذا رجل من الزعماء المطاعين في جيش علي، لم يدع من وسعه شيئا لتغليب حزب معاوية على حزبه، واستكثر عليه أن يكون الحكم الذي يختاره نصيرا له مؤمنا بحقه وصحة رأيه، ولا طائل في البحث عن هذا الخذلان الصريح، أكان هو الطمع في الملك بعد فشل علي أم النقمة على الأشتر النخعي في مكانته وبلائه، أم التواطؤ بينه وبين معاوية على منفعة مؤجلة ومكافأة موعودة ... فإنما النية الخبيثة ظاهرة وإن استترت العلة، وأيا كانت العلة الخفية فقد صنع الرجل غاية ما استطاع لتغليب حزب معاوية وخذلان الحزب الذي هو فيه.
قال علي يصف قسمته من الأنصار، وقسمته من النوازل والعثرات: «لو أحبني جبل لتهافت.»
وقال يصف أنصاره: «أيها الناس المجتمعة أبدانهم، المختلفة أهواؤهم، كلامكم يوهي الصم الصلاب، وفعلكم يطمع فيكم الأعداء ... ما عزت دعوة من دعاكم، ولا استراح قلب من قاساكم، أعاليل بأضاليل دفاع ذي الدين المطول ... أي دار بعد داركم تمنعون؟ ... ومع أي إمام بعدي تقاتلون؟ ... المغرور والله من غررتموه، ومن فاز بكم فقد فاز والله بالسهم الأخيب، ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل،
3
أصبحت والله لا أصدق قولكم ولا أطمع في نصركم، ولا أوعد العدو بكم، ما بالكم؟ ... ما دواؤكم؟ ... ما طبكم؟ ... القوم رجال أمثالكم، أقولا بغير علم؟ ... وغفلة من غير ورع؟ ... وطمعا في غير حق؟ ...» •••
وهي صيحة لا تصف إلا بعض ما يعانيه من حيرة، لا مخرج له منها في سياسة أصحابه، فإنه لم يفرغ من التحكيم الذي أذعن له وهو كاره، حتى فوجئ بطاقة أخرى من أنصاره يرمونه بالكفر؛ لأنه قبل ذلك التحكيم، وزعموه قبولا للتحكيم في كلام الله وفي دماء المسلمين، وهو عندهم كفر بواح، أولئك هم الخوارج الذين حاربوه بالسلاح، وكانوا يحرمون عليه حرب معاوية قبل ذاك!
ثم اجتمع الحكمان بدومة الجندل التي وقع عليها الاختيار؛ لتكون وسطا بين العراق والشام، ولم يكن قرار الحكمين خافيا على من عرفوا أبا موسى الأشعري وعمرو بن العاص، فإن أبا موسى لم يكتم قط أن السلامة في اجتناب الفريقين والقعود عن القتال، فليس أيسر من إقناعه بخلع صاحبه وخلع معاوية على السواء، ثم يرجع الرأي إلى عمرو بن العاص في إقرار هذا الخلع، أو الاحتيال فيه بالحيلة التي ترضيه.
अज्ञात पृष्ठ