107

29

من الدقيق.

وقدر لعبد الله بن مسعود مائة درهم وربع شاة لتعليمه الناس في الكوفة، وقيامه على بيت المال فيها، ولعثمان بن حنيف مائة وخمسين درهما وربع شاة في اليوم، مع عطائه السنوي وهو خمسة آلاف درهم، وهكذا على حسب الولايات والنفقات.

وكان يحظر على الولاة مظاهر الخيلاء والأبهة التي تبعد ما بينهم وبين الرعية، ولكنه ينظر في أعذارهم فيقبلها أو يغضي عنها، ما توقف صلاح الولاية على ذلك.

قدم إلى الشام راكبا على حمار، فتلقاه عامله معاوية بن أبي سفيان في موكب عظيم، فلما رآه معاوية نزل وسلم عليه بالخلافة، فمضى في سبيله ولم يرد عليه سلامه، فقال له عبد الرحمن بن عوف: أتعبت الرجل يا أمير المؤمنين، فلو كلمته! فالتفت إذ ذاك إلى معاوية وسأله: إنك لصاحب الموكب الذي أرى؟

قال: نعم!

قال: مع شدة احتجابك ووقوف ذوي الحاجات ببابك؟

قال: نعم.

قال: ولم؟ ويحك!

قال: لأننا ببلاد كثر فيها جواسيس العدو، فإن لم نتخذ العدة والعدد استخف بنا، وهجم علينا، وأما الحجاب فإننا نخاف من البذلة

अज्ञात पृष्ठ