قال الناصر: «هل تكتمين ذلك عني؟»
قالت الزهراء: «نعم يا سيدي أكتمه.»
قال الناصر: «ولكن ذلك يسوءني كما تعلمين.»
قالت الزهراء: «لم أكن أعلم أنه يسوءك، ومع ذلك فقد حصل.»
قال الناصر: «تقولين بجسارة إنه حصل، ولا تريدين أن تطلعيني على السبب؟! تقولين ذلك صريحا دون خوف؟! يا لله من هذه الوقاحة!»
فتبينت الغضب في عينيه وساءها لفظ (الوقاحة) فقالت: «لم أتعود هذا الغضب من أمير المؤمنين ولا هذه الألفاظ.» وأطرقت دلالا واشتغلت بإصلاح الأساور في زندها وهي تنظر إليها.
الفصل التاسع والأربعون
الحيرة
فتأثر الناصر من عتابها، ولكنه أصر على استطلاع سرها فقال: «أصبت؛ أنك لم تتعودي مني هذا الجفاء لأني لم أر منك ما يبعث عليه. أما الآن فقد خرجت عن عهدي فيك.»
قالت الزهراء: «بماذا؟ ألأني خاطبت ابنك؟»
अज्ञात पृष्ठ