قال جوهر: «لا أظن أن الخليفة يعود إليك بنفسه، ولكنه يبعث رسولا بما يريد. هذا هو الرسول قادم، أستأذنك، إني منصرف» قال ذلك وعاد إلى وراء الستارة.
ولبث سعيد صامتا يشغل نظره بما هنالك من الأنوار والزخارف، وإذا هو بياسر قد دخل، فهش له ونهض لاستقباله، فتوسم في وجهه خيرا، فقال: «خيرا إن شاء الله.»
فابتسم ياسر وقال: «جئتك برسالة من أمير المؤمنين، فهو يثني على علمك وقد أمر لك بجائزة سنية. هذا أولا، وثانيا طلب منك أن تمكث في هذا القصر بضعة أيام لأنه يحتاج إليك في أمر.»
قال سعيد: «ألم يقل لك ما هو ذلك الأمر؟»
قال ياسر: «كلا.»
فأطرق كأنه يفكر ثم قال: «أنا أقول لك.»
قال ياسر: «هل تعرف ما يجول في ذهن الخليفة؟»
قال سعيد: «وما الفرق بيني وبينك إذن؟!» وضحك مماجنة.
فجاراه ياسر في الضحك وقال: «قد تعودنا منك معرفة الغيب. قل ما الذي يريد منك؟»
قال سعيد: «يريد أن أعلم جاريته الزهراء الغناء. ما قولك؟»
अज्ञात पृष्ठ