अब्दुल नासिर और मिस्र का वामपंथ
عبد الناصر واليسار المصري
शैलियों
إنني أتوجه إلى الدكتور زكريا كمثقف وطني أن ينتبه لحدود اللعبة التي يلعبها اليمين في مصر. إن هناك، كما قلت في خطاب لي بمجلس الشعب، مصرين لا مصر واحدة، مصر البناء الفوقي، ومصر البسطاء بهمومها وتضحياتها وبطولاتها وآمالها، والمشكلة الحقيقة التي تواجه اليمين هي مصر الأخرى هذه التي اتهمها الدكتور ظلما بالاستسلام والخنوع. ومشكلة اليمين أن النضال اليومي منذ الحرب العالمية الثانية كان هو المدرسة الأساسية لتثقيف وتربية الجماهير، خاصة المراتب المتخلفة منها. وذلك في السياسة شرط لثورية الحركة الجماهيرية ولا تركز النظر يا دكتور زكريا على أشكال التثقيف والتربية العلوية، فتلك كما كررت مرتبطة بعالم آخر.
لم يمر منذ تلك الأيام شهر دون حدث يهز أكثر المراتب تخلفا، لكن هذا الواقع لقصور في التطور السياسي، لم يجد تجسيدا حقيقيا له.
الحركة الجماهيرية مناضلة، واعية، من الممكن خداعها في المسائل الثانوية، ولكن في المسائل الرئيسية أصبحت واضحة ومحددة ... وأقصد بالمسائل الرئيسية قضية العداء للاستعمار والتحول الاجتماعي أيا كانت مسمياته.
إن ثورية حركة الجماهير هذه هي مشكلة اليمين.
ولقد أدت بعض الظروف إلى بروز النشاط اليميني الذي يبحث عن شيء معاكس تماما هو فرض طريق التطور الرأسمالي. وحتى اليوم، وإن بدا للبعض أن خطر هذا اليمين داهم ومخيف، فإني أراه بائسا مرتعدا ، بل وعاجزا.
تصور هذا اليمين أن ضرب الناصرية فكريا يتيح له التقدم لضرب كل تجسيد مادي لها. وشهدت مصر حملة مسعورة، وصلت إلى حد أنه من داخل التنظيم السياسي الوحيد وهو الاتحاد الاشتراكي جرت محاولات تستبيح دم الميثاق، تحت يدي وثائقها.
كان الهدف الأساسي ضرب اتجاه اجتماعي.
لكن هذه الحملة فشلت، وأكد الرئيس السادات على الصلة العضوية بين مختلف مراحل الثورة.
وعادت الحملة تغير تكتيكها؛ لتقرر ضرب اليسار باعتباره أكثر تلك القوى الجماهيرية وضوحا ونضالية، وتعزله عن جماهير الناصرية، وفشل ذلك التكتيك مرة أخرى.
وتغير التكتيك للمرة الثالثة ليجرب ضرب اليساريين بالناصريين وهذا الضرب قد تستخدم فيه أطراف من الجانبين. وهذا هو الوجه الضار والمدمر؛ لأنه قد يعرقل قضية توحيد كل القوى الوطنية والديمقراطية.
अज्ञात पृष्ठ