अब्दुल नासिर और मिस्र का वामपंथ
عبد الناصر واليسار المصري
शैलियों
أما بالنسبة للمواطن المصري ... فإن حدود رؤية الدكتور له قد توقفت عند نفس الحدود التي يراها اليمين.
اليمين رآها بالوهم وأحلام اليقظة، أما الدكتور فؤاد زكريا فقد رآها بالانسياق. وشخصية المواطن المصري البسيط المعادي لثورة 23 يوليو الكاره لعبد الناصر وتجربته، العاقد الآمال على أمريكا. المخدوع بأبواق اليمين المصري، هي شخصية وهمية تماما.
لقد ظل المواطن المصري البسيط سواء قبل وفاة عبد الناصر أو بعد وفاته ينتقد السلبيات ويتصدى بقدر ما يطيق للانحرافات، ولكنه أبدا لم يرفع شعار «هدم المعبد» على حد تعبير واحد من كتاب اليمين هذه الأيام. إن شخصية المواطن المصري العادي الكاره لمبدأ الاشتراكية نتيجة انحراف التطبيق، هي قضية أنصح الدكتور فؤاد زكريا أن يفحصها بمنهج غير مكتبي، إذا أراد أن يتصدى للسياسة المصرية.
وسوف أضمن للدكتور فؤاد زكريا اكتشاف أن الإنسان المصري لم يعش تجربة الثورة وخرج منها «مرعوبا سلبيا منافقا فاقدا القدرة على الرفض والاعتراض والاحتجاج، فاقدا ملكة التفكير العقلي والحكم الصائب، مخرب العقل والنفس مسلوب الكرامة، متكلا على غيره في الفكر والعمل معتادا على الانكماش والوقوف موقف المتفرج غير المكترث متبلد الإحساس لا يستنكر الظلم ولا يسعى إلى محاربته.» وذلك كما صور هو الإنسان المصري في دراسته.
وقد يسأل الدكتور عن موقف اليسار إذا لم يأخذ بنصيحته، وهي التنافس مع اليمين على شجب تجربة 23 يوليو.
إن موقف اليسار من اليمين ليس التنافس معه على شيء، ولكن رده على أعقابه.
وموقف اليسار من أخطاء التجربة، سواء أكانت أخطاءه أو أخطاء غيره، هو تصحيحها.
وموقف اليسار من منجزات التجربة ليس هو الاكتفاء بأنها «محفوظة ومعروفة» بل حمايتها والتقدم بها؛ لأنها من عمل العمال والفلاحين وأبنائهم في مواقع الإنتاج الفكري والتكنولوجي من المثقفين، وكذلك أبناؤهم في القوات المسلحة.
هي مهام صعبة، ولكن اليسار يضع ثقته في هذا المواطن المصري البسيط الذي تصور د. فؤاد أنه فقد كل شيء، بينما يثق اليسار في أنه يملك كل شيء: الزمن والمقدرة.
وأخيرا لقد بدأ الدكتور فؤاد زكريا دراسته بمقدمة نفى فيها عن نفسه شبهة الدوافع الشخصية وشبهة الرجعية وشبهة الجبن والانتهازية ثم حذر اليمين من أن يحاول الاستفادة بدراسته وعلق جريمة هذا الاحتمال أو التخوف في عنق اليسار وختم دراسته بتحذير إلى اليسار بألا يرد عليه بمهاترة.
अज्ञात पृष्ठ