अब्दुल नासिर और मिस्र का वामपंथ
عبد الناصر واليسار المصري
शैलियों
إن هذه المعركة هي أول معركة تخسرها الثورة المصرية على مدى 15 عاما من صراعها ضد مؤامرات الاستعمار والصهيونية في الخارج، والرجعية العميلة والرأسمالية المستغلة في الداخل، لشعور أعداء الثورة بخطرها الداهم على مصالحهم بعد أن شدت تجربة الثورة المصرية انتباه الشعوب المستعمرة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأثارت إعجابهم باتجاهاتها الوطنية واعتبروها نموذجا للاقتداء به. (2)
إن هزيمة 1967م هي هزيمة عسكرية بحتة في معركة واحدة، ونتيجة أخطاء عسكرية بحتة، وقع فيها بعض القادة العسكريين عن إهمال أو غرور أو سوء في التقدير. (3)
إن هزيمة 1967م - رغم قسوتها - لم تكسر إرادة الشعب أو إرادة الثورة، وكان الشعب أكبر من الهزيمة فتجاوزها، وخرج يعلن رفضه للهزيمة ويؤكد صموده وثقته الكاملة بقائده الجريح. (4)
إنه من الظلم أن يصور الأستاذ نجيب محفوظ هزيمة 1967م كنهاية لثورة 1952م، فهذه الهزيمة القاسية كانت هي المنطلق الأساسي والحافز الأول لانتصار أكتوبر 1973م كنتيجة منطقية لاستفادة الثورة بالعبرة والتجربة من أخطاء الماضي، وستبقى الثورة رافعة أعلامها مرددة نشيدها، ما بقي شعب مصر الكادح.
ثانيا:
وفي معرض الحديث، يتهم الأستاذ نجيب محفوظ عبد الناصر بالديكتاتورية واستئثاره بالسلطة.
وهنا تحضرني تساؤلات ملحة؛ ما هي مظاهر دكتاتورية عبد الناصر ودلالاتها؟ هل هي في عدم إيجاد عبد الناصر لتنظيم سياسي فعال يملأ الفراغ الذي تركته الأحزاب؟ ولكن، هل يتسنى لأحد أن يبني التنظيم السياسي الفعال بين يوم وليلة؟ ومن أين تأتي فعالية التنظيم السياسي، أليس من تفاعله مع قاعدته الجماهيرية العريضة؟ وكيف يتسنى لتنظيم سياسي وليد أن يتفاعل مع جماهيره العريضة ويرتبط بآمالها ويلتزم بالمحافظة على مصالحها؟ والجواب بالطبع، مع الوقت وبالممارسة الديمقراطية وبتوالد كادرات سياسية جديدة من داخل التنظيم تعي وتؤمن وتلتزم بمبادئه عقيدة وعملا.
لقد ظل عبد الناصر يحبذ ديمقراطية الحكم كأساس وكمبدأ، وثابت في محاضر مجلس قيادة الثورة أن عبد الناصر وخالد محيي الدين قدما استقالتيهما من المجلس عندما أصرت الأغلبية على اختيار ديكتاتورية الحكم، ولم يقبلا العودة إلى المجلس إلا بعد موافقة المجلس على رأيهما باختيار الديمقراطية كأساس للحكم الثوري.
لقد ربط عبد الناصر نفسه بالجماهير - عن إيمان منه بوعيها وحساسيتها - فلم تخذله الجماهير، وأصبح حديث عبد الناصر يتجه مباشرة إلى الشعب، كبديل واقعي عن عدم فعالية التنظيم وضعف ارتباطه بجماهيره وعجزه عن الالتحام بهم.
ومكانة عبد الناصر بين الشعب مقياسها يوما 9 و10 يونيو 1967م ويوم إذاعة خبر وفاته، ويوم تشييع جثمانه إلى مقره الأخير، ولا محل هنا للتقول والتبرير؛ لأنه في هذه الأيام كان عبد الناصر دون حول ولا قوة.
अज्ञात पृष्ठ