وكان رجلًا صالحًا. وكان أعرج من عِرْق الأنسا (١).
ولم يزل المُلك في ولده إلى صاحب (٢) شَعْيا، واسمه: صديقة (٣).
وقيل: حِزقيا (٤).
شَعْيا ﵇ (٥).
/ ٢١/ بعثه الله نبيًا يسدد صديقة الملك ويرشده.
وهو الذي بشر بعيسى، وبمحمد ﷺ (٦).
وأرسله الله إلى بني إسرائيل، فقتلوه، فسلط الله عليهم بُخْتَ نَصَّر الأول (٧).
وأقام المُلكَ في بني داود أربع ماية وثلاثًا وخمسين (٨) سنة (٩).
[ثم أقام الشام خرابًا ليس فيه غير السامرة سبعين سنة] (١٠).
والمُلْك لأهل بابل (١١).
أُرْميا ﵇
ولما أحدث بنو إسرائيل البِدَع وعَصَوا خالقهم أرسل الله إليهم أرميا فضربوه وقيدوه، فبعث الله عليهم بُخْتَ نصر، فقتل وصلب وأحرق وسبق الذراري، وخرب بيت المقدس، فخرج أرميا إلى مصر فأقام بها، فأمره الله تعالى بالعودة إلى بيت المقدس، فسار حتى أشرف على خرابه، فقال: ﴿أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ﴾ (١٢)، ثم بعثه الله بعد أن عمرت بنو إسرائيل بيت المقدس (١٣).
_________
(١) كذا، وفي مروج الذهب ١/ ٤٦، والإنباء ٧٧ " عِرق النّسا".
(٢) في الأصل: "صاحبا".
(٣) هو قول إسحاق.
(٤) الطبري ١/ ٥٣١، الإنباء ٧٧، الصالحين ١٥ أ.
(٥) في الأصل: "السلم".
(٦) المعارف ٥٠، الإنباء ٧٧، مختصر النوادر ٨.
(٧) بُخت نصّر الأول: الاسم الذي أطلقه مؤرّخو العرب على الملك "نابو شانزار"، الثاني ملك بابل. خَلَف بختنصّر أباه نابو بولازار عام ٦٠٥ ق. م. وتابع خطّة التوسّع الإقليمي، واشتهر خاصة بحروب الإبادة التي شنها على اليهود الإسرائيليين فاستولى على بيت المقدس عام ٥٩٧ ق. م. وأخذ ملكهم يهو ياقيم أسيرًا إلى بابل، ونصب على فلسطين صدقيا (القاموس الإسلامي ١/ ٢٨٢).
(٨) في "أ": "وثلاث وخمسون"، والمثبت من "ب".
(٩) الإنباء ٧٨.
(١٠) ما بين الحاصرتين من "ب".
(١١) الطبري ١/ ٥٤٣، تاريخ سِنِي ملوك الأرض ٨٢، الإنباء ٧٨.
(١٢) سورة البقرة، الآية ٢٥٩.
(١٣) المعارف ٤٨، الطبري ١/ ٤٥٣، ٤٥٤، البدء والتاريخ ٣/ ١١٤، الإنباء ٧٩، الصالحين ١٦ أ.=
1 / 74