बुरहान फ़ी वुजूह बयान
البرهان في وجوه البيان
शैलियों
وقد ذكر أرسطاطاليس الشعر فوصفه بأن الكذب فيه أكثر من الصدق، وذكر أن ذلك جائز في الصياغة الشعرية، فمما اقتصد الشاعر فيه قوله:
(يخزك من شهد الوقيعة أنني ... أغشى الوعي وأعف عند المغنم)
ومما بالغ فيه قوله:
(يطعنهم ما ارتموا حق إذا طعنوا ... ضارب حتى إذا ما ضربوا اعتنقا)
فجعل له غايتهم في كل من الأحوال مع البسلة والشجاعة فضلا ومبالغة، ومما أصرف فيه الشاعر حتى أخرجه إلى الكذب والمحال، وهو مع ذلك مستحسن [قوله]:
(وثفت بحبل من حبال محمد ... أمنت به من طارق الحدثان)
(فلو تسأل الأيام ما اسمي مادرت ... وأين مكاني ما عرفن مكاني؟ ! )
(تغطيت من دهري بظل جفاحه .. فعيني ترى دهري وليس يراني)
ومما يزيد في حسن الشعر، ويمكن له حلاوة في الصدر: حسن الإنشاد وحلاوة النغمة، وأن يكون الشاعر قد عمد إلى معاني شعره فجعلها فيما يشا كلها من اللفظ فلا يكسو المعاني الجدية ألفاظا عزليةفيسخفها، ولا يكسو المعاني الهزلية ألفاظا جدية فيستوخمها سامعها، ولكن يعطي كل شيء من ذلك حقه، ويضعه موضعه، ويتمثل في ذلك ما وصف به الشاعر بعض الحذاق بترتيب الكلام فقال:
(أخو الجد إن جاددت أرضاك جده ... وذو باطل إن شئت أرضاك باطله)
पृष्ठ 147