बुरहान फ़ी वुजूह बयान
البرهان في وجوه البيان
शैलियों
ومن الاستعارة ما قدمنا من إنطاق الربع، وكل ما لا ينطق إذا ظهر من حاله ماشا كل النطق. ومما جاء من هذا النوع في القرآن قوله -عز وجل-: {يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد} # جاز أن تحتمل مزيدا من الكافرين حسن أن يقال : نقول: هل من مزيد؟ وكذلك قوله -عز وجل - {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} وذلك لما كانتا عن إرادته من غير عصيان له ولا استصعاب عليه جاز أن يقال: إنهما قالتا: أتينا طائعين وكذلك قوله -عز وجل-: {فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه}، لما كانت الإرادة من أسباب الفعل، وكان وقوع الفعل يتلوها، جاز (لما قد كاد يقع وقرب وقوعه) أن يقال أراد أن يقع، ومثل ذلك قول الشاعر:
امتلأ الحوض وقال قطني
أي لما كان فيه سعة لغير ما قد وقع فيه من الماء، جاز على الاستعارة أن يقال: حسبي، وهذا شائع في اللغة كثير.
الأمثال:
وأم الأمثال فإن الحكماء والعلماء والأدباء لم يزالوا يضربون الأمثال، ويبنون للناس تصرف الأحوال بالنظائر والأشكال، ويرون هذا النوع من القول أنجح مطلبا، وأقرب مذهبا، ولذلك قال الله -عز وجل-:
पृष्ठ 117