बुरहान फ़ी वुजूह बयान

इब्न वहब कातिब d. 335 AH
175

बुरहान फ़ी वुजूह बयान

البرهان في وجوه البيان

शैलियों

أحدهما أن يكون عدوك عاقلا، ويراك قد اجتهدت في نصيحة، فيتبين عقلك وفضلك، وربما كان ذلك سبيلا إلى نزوعه عن عداوتك، ورجوعه إلى تلافيك واستقالتك. والآخر أن يكون عدوك جاهلا بموقع النصيحة ومخارج الرأي، وهو مع ذلك معتقد لعدواتك، فيتيقن أنك تغشه فيما تشير به، فربما خالف مشورتك بجهله بصحتها، وقد محضته النصيحة فيها، فإذا فعل ذلك فقد أهلك نفسه، وأراحك من عداوته، وكنت موفورا، وعند # ذوي العقول مشكورا. وقد مدحت [العرب] الاستبداد بالرأي ووصفت نفسها بالاستغناء عن المشاورة فقال بعضهم:

(ليت هندا أنجزتنا ما تعد ... وشفت أنفسنا مما نجد)

(واستبدت مرة واحدة ... إنما العاجز من لا يستبد)

وقال الآخر:

(إذا هم ألقى بين عينيه عزمه ... فأعرض عن قول العواذل جانبا)

(ولم يستشر في رأيه غير نفسه ... ولم يرض إلا قائم السيف صاحبا)

وليس ذلك أخلاق ذوي العلم والأدب، وإنما هو شيء امتدحت به العرب على طريق الوصف لأنفسها بالجرأة والأنفة والإقدام.

ومن أمثالهم في ذلك: من طلب غرر، ومن فكر قصر، وليس العمل عند الحكماء على ذلك.

पृष्ठ 234