बुरहान फ़ी वुजूह बयान

इब्न वहब कातिब d. 335 AH
164

बुरहान फ़ी वुजूह बयान

البرهان في وجوه البيان

शैलियों

وروي أن رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعلمه عملا يدخله الجنة، فقال: "لا تسأل الناس شيئا، فإذا أردت حاجة من الله عز وجل فاسأله إياها فيما بينك وبينه، وأخلص النية له، وتطهر من الذنوب الموبقة بالتوبة والاستغفار، فإن سميع الدعاء فعال لما يريد". واستشعر الإجابة فيما عرفناك، فاشكره ولا تتهمه إن منعك وحماك. وإذا أردت حاجة من المخلوقين فمثل في نفسك عز الغنى وذل الحاجة، وما تريقة من ماء وجهك في المسألة، ثم انظر فإن كان لك مندوحة عن تلك الحاجة تكرمت عنها، وعزفت عن التذلل للمسألة فيها، وإن وجدت الحال يضطرك إليها عملت في مسألة من لا تعرك مسألته ولا يخلقك بذل له من رئيس مسلط منبسط اليد، أو رجل معروف بالإسعاف والتكرم، والسماحة والتذمم، وأتيت ما تأتيه من ذلك # على سبيل تعفف وتجمل، فقد وصف الله - عز وجل - قوما بذلك فقال: {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف} واعلم أن السؤال وإن قل ثمن كل نوال وإن جل - كما قال أكثم بن صيفي: ولم يزل السؤال مكروها عند ذوي المروءة من الرجال. وفي ذلك يقول الشاعر:

(وفتى خلا من ماله ... ومن المروءة غير خال)

(أعطاك قبل سؤاله ... وكفاك مكروه السؤال)

وليس ينبغي للعاقل أن يسأل مشهورا بالبخل، ولا لئيما بالطبع، ولا قليل ماء الوجه، ولا حديث عهد بسلطان أو نعمة، فإن نتيجة سؤال هؤلاء الحرمان، وهم أعوان الزمان على الإنسان، وينبغي له ألا يسأل إلا ممكنا يجوز أن يسعفه، فقد قيل: إن العاقل لا يرد عن حاجته. فقيل: وكيف ذلك؟ قيل لأنه لا يسأل إلا ما يجوز. وألا يحمل المسئول إذا أنس منه كرم طبع وحسن إسعاف فوق طاقته، أو أن ينزل به من مئونته ما يستنفذ وسعه، فإنه إذا فعل ذلك أحوجه [أن] يفظع به، وفي هذا المعنى يقول الشاعر:

(إنك إن كلفتني ما لم أطق ... ساءك ما سرك مني [من] خلق)

पृष्ठ 223