इस्लाम के निर्माता: मुहम्मद और उनके खलीफा
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
शैलियों
صلى الله عليه وسلم
هلموا، فإن هؤلاء قد تهيئوا، وهذا يوم له ما بعده، إن رددناهم إلى خندقهم اليوم لم نزل نردهم، وإن هزمونا لن نفلح بعدها، فهلموا فلنتعاور الإمارة، فليكن بعضنا علينا اليوم والآخر غدا، والآخر بعد غد حتى يتأمر كلكم، ودعوني ألكم اليوم.» فأمروه فعلا، وزال من نفوسهم ما كان من عوامل التفرق والتخاذل.
وإذن فإن من متانة خلق أبي بكر استمد ابن الوليد منها متانة خلقه، كما استمدها القواد والأجناد وعمال الإيالات وأمراؤها.
عفة نفس أبي بكر
إن جميع نواحي أبي بكر الخلقية باهرة فاخرة، فلقد مرت بأجمعها أمام مخيلتي، فبهرتني وملكت على نفسي، سيما عفة نفسه وعيشه على الكفاف، وزهده وتقشفه، حتى إنه يعزف عن أكل الحلوى لكيلا يرهق براتبه القليل بيت المال.
ذكرت قصته مع زوجه رضي الله عنهما حين اشتهت حلوا، وقال لها: «ليس لدينا ما نشتري به هذا الحلو.» فأجابته أنها ستقتصد من النفقة عدة أيام حتى يتجمع لها ما يمكن به صنع الحلو، فوافقها، ولما جمعت ما جمعت رده إلى بيت المال قائلا: «هذا يفضل عن قوتنا»، ثم أنقص بمقداره من النفقة المخصصة له.
وذكرت وصيته لابنته عائشة رضي الله عنها وقوله لها: «إذا أنا مت فردي إلى المسلمين صفحتهم، وعبدهم، ولقحتهم، ورحاهم، ودثارة ما فوقي اتقيت به البرد، ودثارة ما تحتي اتقيت بها أذى الأرض، كان حشوها قطع السعف.»
بل لقد أوصى بأرضه بعد موته للمسلمين مقابل ما أخذه في حياته من أموالهم.
عفة نفس ما أجلها وأشرفها!
ولا عجب، فإن أبا بكر قد تنزه عن كل كبوة، وشهد له بذلك الرسول
अज्ञात पृष्ठ