इस्लाम के निर्माता: मुहम्मद और उनके खलीफा
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
शैलियों
الآية الشريفة.
ومن الأدب الواجب على المخلوق حيال الخالق أن يمثل أمامه جل وعلا بلباس الفطرة الأولى، فلا زخرف ولا زينة، ولا أي مظهر من مظاهر الترف والرفاهية، خشوعا من النفس، وإقرارا بالعجز، واعترافا بعظمة الخلاق العظيم.
وكان الحجاج يغدون ويروحون على ظهر الباخرة مرددين التلبية: «لبيك اللهم لبيك ...» وهم بلباس الإحرام الذي هو إزار أبيض غير مخيط يستر العورة إلى مشط الرجل، وآخر يلتحفونه كغطاء القسم الأعلى من أجسامهم، مع بقاء الرأس عاريا، وانتعال نعال تظهر منها أصابع الرجلين والكعبان.
وعلى المحرم أن يحذر حك الجسم بقوة؛ منعا لتساقط الشعر، فإن كل شعرة تسقط عمدا توجب على المرء التصدق بما يقرب من أقتي بر. •••
ومرت الباخرة بميناء ينبع، ولم يعد لوصولنا إلى جدة إلا ليلتنا، وكانت آخر ليلة قضيناها بالباخرة من ليالي رحلة جميلة، شعرنا على قصرها بأنها طويلة الأمد؛ لتعجلنا ورغبتنا الملحة في سرعة السفر. وقد تمنيت لو أن كل الرحلات التي تعرض لي في حياتي تكون كلها رحلات لاستجمام الروح، وتطهير النفس، وانتشاء القلب بزيارة أقدس البقاع التي انبثق منها نور الهدى، وشع منها أبهر ضوء لأعظم مدنية لحمتها الفضائل وسداها الخير لبني الإنسان جميعا.
حاول النوم أن يغالب أجفاني، فلم يستطع إلا ساعة وبضع ساعة، صحوت بعدها على صوت المؤذن يؤذن لصلاة الفجر.
فنهضت منشرح الصدر، جذلان، فرحا؛ فقد قاربنا «جدة».
الوصول إلى جدة
صلينا الفجر وحمدنا الله تعالى، ولم أحاول النوم بعد فريضته؛ إذ حلقت نفسي في ذلك الفضاء المترامي، وذلك الكون اللانهائي، وغبت في تفكير عميق، مسبحة روحي باسم المبدع القدير المتعال.
كانت نسمات الصباح تثلج صدري، وكانت رؤية مصارعة الليل مع النهار في آخر جولة من جولات الصراع، من أبدع آيات خلق الله عز وجل، إنه لمنظر يتكرر في دورات الأرض اليومية، فإذا بالنهار يطلع، وإذا بالليل يغيب، ثم إذا بجيوش الليل تفوز ، وإذا بجحافل النهار أمامها تنهزم، فهما في صراع دائم، فبينما تتم لأحدهما الغلبة على الآخر؛ إذ بالنصر يؤاتي المغلوب، فلمن عسى يكون النصر في النهاية؟
अज्ञात पृष्ठ