207

बुहुत फी मिलल व निहल

शैलियों

إن التحذير من التولي والفرار من الزحف ، والحث على الصمود أمام العدو ، لم يصدر من مصدر الوحي إلا بعد فرار مجموعة كبيرة من صحابة النبي في غزوة « أحد » و « حنين ».

أما الأول : فيكفيك قول ابن هشام في تفسير الآيات النازلة في أحد : قال : ثم أنبهم على الفرار عن نبيهم وهم يدعون ، لا يعطفون عليه لدعائه إياهم فقال : ( إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم ). (1)

وأما الثاني : فقد قال ابن هشام فيه أيضا فلما انهزم الناس ورأى من كان مع رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم من جفاة أهل مكة ، الهزيمة تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغن ، فقال أبو سفيان بن حرب : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، وصرخ جبلة ابن حنبل : ألا بطل السحر اليوم ... (2)

أفبعد هذا يصح أن يعد جميع الصحابة بحجة أنهم رأوا نور النبوة ، عدولا أتقياء؟!

قال القرطبي في تفسيره : قد فر الناس يوم « أحد » وعفا الله عنهم ، وقال الله فيهم يوم حنين : « ثم وليتم مدبرين » ثم ذكر فرار عدة من أصحاب النبي من بعض السرايا. (3)

هذا الإمام الواقدي يرسم لنا تولي الصحابة منهزمين ويقول : فقالت أم الحارث : فمر بي عمر بن الخطاب فقلت له : يا عمر ما هذا؟ فقال عمر : أمر الله. وجعلت أم الحارث تقول : يا رسول الله من جاوز بعيري فأقتله. (4)

पृष्ठ 214