وَمن تصانيف ابْن جَابر: شرح الألفية لِابْنِ مَالك؛ وَهُوَ كتاب مُفِيد يعتني بالإعراب للأبيات، وَهُوَ جليل جدا، نَافِع للمبتدئين، وَله نظم الفصيح، ونظم كِفَايَة المتحفظ، والحلة السيرا فِي مدح خير الورى، وَهِي بديعية، ونظمها عالٍ: لكنه أخل فِيهَا بِذكر أَنْوَاع من البديع كَثِيرَة جدا.
واخبرني بعض أدباء صفد، قدم علينا الْقَاهِرَة، أَنه رأى لَهُ شرحًا على ألفية ابْن معط، فِي ثَلَاث مجلدات، وَلم أَقف عَلَيْهِ.
مَاتَ فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لمن أدْرك حَيَاته.
ورفيقه أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن يُوسُف بن مَالك الرعيني الأندلسي الغرناطي. أديب ماهر؛ ولد بعد السبعمائة، وَكَانَ من حَاله مَا سبق فِي تَرْجَمَة رَفِيقه؛ وَكَانَ مقتدرًا على النّظم والنثر، عَارِفًا بالبديع وفنونه، دينا حسن الْخلق، حُلْو المحاضرة، شرح بديعية رَفِيقه. وَمَات قبله بِسنة، فِي رَمَضَان سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة؛ وَأَجَازَ لمن أدْرك حَيَاته.
٥٦ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر الْإِسْنَوِيّ
قَالَ ابْن حجر ": اشْتغل قَدِيما بِبَلَدِهِ وبغيرها، وَأقَام بإسنا مُدَّة، ثمَّ بِمَكَّة وَالْمَدينَة، وَكَانَ عَالما عَاملا بارعًا، وَكَانَ الْعَفِيف اليافعي يعظمه جدا. شرح مُخْتَصر مُسلم، والألفية، وَاخْتصرَ الشفا.
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.
1 / 35