बुदूर मुडिया
البدور المضيئة
शैलियों
وللإمام يحي عليه السلام كلام بسيط متين في معنى الآية حكاه في مشكاة الأنوار يحصل منه أن معنىالآية أنزل عليك الكتاب فيه محكم ومتشابه، فأما الزائغ فيتعلق بالمتشابه ويبتغي تأويله، وأما الراسخون فيؤمنون به على ظاهره([129]) ويصدقون بأن الجميع حق وصدق، ويكون قوله: {وما يعلم تأويله إلا الله} جملة معترضة بين الكلامين هذا محصله من كلام طويل ، وهو وجه وجيه مناسب للمعاني العربية.
وأما قوله تعالى: {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين }، فلا يصلح إلا للتأكيد لا غيره لتضمنه([131]) معنى اللفظ الأول مع زيادة، وهذا وإن كانت القاعدة العربية أنهم([132]) لا يجمعون بين العدد والمعدود إلا من الثلاثة فصاعدا لعدم النصوصية في الجمع على المرتبة المرادة وإفادة الجمع إياها بخلافه في المفرد والمثنى فالمرتبة مستفادة من العدد لكنه يراد بالإفراد والتثنية الدلالة على شيئين الجنسية والمرتبة، فإذا قلت: (إنما هو رجل) تردد بين المعنيين الجنس والوحدة، فإن كان الملحوظ إليه هي الوحدة أحتيج إلى تأكيده بقولك: (واحد) ليرفع إيهام إنما هو رجل لا امرأة، وهاهنا كذلك المعنى المساق له الكلام هو إثبات الوحدانية فاحتيج إلى التأكيد بإثنين لأنه في سياق نفي، ومثله في الإثبات إنما هو إله واحد سواء هذا معنى ما ذكروه.
पृष्ठ 80