बुदूर मुडिया
البدور المضيئة
शैलियों
وثانيهما: أن المراد بالإستثناء في قراءة النصب الإسراء التام لأنه قال إن موعدهم الصبح وهو المطابق لرواية بقاها عند قومها بعودها بعد الخروج إلى بعض الطريق وتناسب المصلحة في إخراجها لئلا تنذر قومها بخروجه لأن هواها هواهم، فالمعنى اسر بأهلك الاسراء التام الذي أمرت به إلا امرأتك، وقد علم أنه المأمور به المفهوم عند نبي الله لوط عليه السلام، ويكون المعنى بقراءة الرفع أن المراد لا يلتفت منكم بعد الخروج أحد لما علم الله في تركه من المصلحة إلا امرأتك فغير منهية لأنه لا ينفعها ترك الإلتفات لكونها على طريقة قومها، ويستفاد منه أيضا نكتة وهو أن مجرد الإلتفات غير مؤثر في وقوع العذاب وعدمه عليها، وإنما المؤثر سوء سريرتها ويكون معنى الرواية أنها سمعت العذاب فالتفتت ....الخ([125]) أي سمعت مقدماته، أو سمعت ضجة من لوط عليه السلام فالتفتت فرجعت فأصابتها حجر وحنيئذ تصير الروايتان والقراءتان في معنى واحد، وهذا لم أقف فيه على نص لكنه مناسب.
ولا مانع من إحداث تأويل ثالث كما نص عليه أئمة الأصول لا سيما في مثل هذا الذي هو غير رافع للتأويلين وتخريج لكلام الحكيم على وجه الصحة.
पृष्ठ 78