बुदूर मुडिया
البدور المضيئة
शैलियों
فنقول: هذا يحتاج إلى تفصيل، وهو إما أن يعرف من حالهما معا العدل والعلم والكمال وصلاح النية في القيام بأمر الله وإعزاز دينه، والبعد عن محبة الدنيا الدنية والأهواء الردية، فالواجب حمل الكل على السلامة حتى نص بعض العلماء أنهما لو تحاربا وجب القول بأن قتلا الجميع في الجنة حملا لهما على أن كلا منهما يعتقد الأرجحية والأنهضية والكمال لنفسه وضدهما في صاحبه، وقد أشار إلى هذا البحث القاضي أحمد بن يحي حابس في المقصد الحسن، وإن كان أحدهما مخطئا في نفس الأمر فهو معذور لعدم التعمد، وأتباعهم قد فعلوا ما يجب عليهم من اتباع العلماء، وإن عرف ذلك من أحدهما ومن الأخر خلافه فلا شك أن الكامل محق والآخر مخط آثم باغ، وأحوال من سلف من آبائنا عليهم السلام غالبهم من ذلك المنوال الأول، حتى كان بعضهم يكتب إلى الأخر يا أخي جعلت فداك ،هؤلاء الذين عرف منهم الإنصاف وقصد وجه الله والدار الأخرة.
وقلتم: ثم ما يصير به الباغي باغيا؟ .
فنقول: يصير باغيا بحرب إمام الحق أو العزم، والتأليب لحربه، وأحكام السيرة في البغاة لم تعرف إلا من سيرة أمير المؤمنين عليه السلام، ولم يسمع منه أنه سمى من توقف عنه من دون إضرار باغيا، وإن كان من عرف حقية الإمام وقعد عنه آثما كما في حديث: (( من سمع واعيتنا أهل البيت.. الخ )) لكن لا نعامله معاملة الباغي.
وقلتم: إذا فرضنا بغيهم فهل يجوز منع الميرة ونصب المنجنيق مع إخلاطهم بالنساء والصبيان؟...الخ.
पृष्ठ 59