نحن لا نتشاءم من هؤلاء كثيرا فهم عضومن جسدنا المتألم وإخواننا رغم أنوفنا وأنوفهم وإنا لنرجوهم من الخير والسعادة مانرجولأنفسنا(وقد يوجد فيهم المتدين التقي ... الذي اختاره على سبعين ... من العاكفين في بطون الزوايا) وإنما نطلبهم بأصلهم العربي وواجبهم الإسلامي المقدس أن يتمسكوا بالدين قبل كل شيء ثم إذا سافروا إلى أوروبا للدراسة وهوما ننشده آناء الليل وأطراف النهار أن ينقلوا لنا لب ما يشاهدونه هناك ويبثوا فينا روح ما تلقوه عن أساتذتهم المتنورين حتى نعيش في اتصال علمي أدبي حيوي مع معاصرينا وحتى يخصب أدبنا المنكوب بمعان جديدة وشعور حي وخيال لطيف:
إن الأدب العربي الآن خصوصا المغربي (7) مثل إناء مزركش الجوانب بديع المنظر مملوء بماء سلسبيل وقد مر على ركوده مدة غير وجيزة فنتنت رائحته وفسد طعمه وتراكم عليه الذباب فأصبح موجودا وليس بموجود وماء وليس بماء وأصحابه بجانبه على ظمأ يرون الحتف بعينهم ولا يفيدهم شيئا كان لا ماء عندهم ولا شجر.أليس من المعقول بل من الضروري تبديله بماء صحي نظيف زلال يبعث في جسم مجتمعنا النحيل دما غنيا بمواد الحياة والاستقلال وأما الإناء فيترك هوهوبلا تغير ولا تبديل وذلك ما اقتضاه حفظ القوميه والجنسية بحفظ اللغة الأصلية لغة الآباء والأجداد.ولله در حافظ حيث يقول على لسان حال لغته وهوأفصح من أعرب عن الأم المعذبة:
فلا تكلوني للزمان فإنني أخاف عليكم أن تحين وفاتي
أرى لرجال الغرب عزا ومنعة وكم عز أقوام بعز لغات
أتوا أهلهم بالمعجزات تفننا فياليتكم تأتون بالكلمات
فعسى هته الكلمات تحرك همم الأدباء الأحرار في قطرنا فيهبوا إلى ما اقترحت ويقوموا قومة رجل واحد في خدمة أمتهم ووطنهم ودينهم ولغتهم بخدمة أدبهم والتفنن فيه فيأتون أهلهم بالمعجزات الباهرات لا بالكلمات البسيطات.
पृष्ठ 36