बौद्ध धर्म: एक बहुत ही संक्षिप्त परिचय
البوذية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
وفي شمال آسيا أيضا، حيث تسيطر بوذية الماهايانا، يتم احتواء معتقدات السكان الأصليين. وقد ازدهرت بوذية الماهايانا في أنحاء آسيا الوسطى، وكذلك في التبت والصين واليابان وكوريا. وهنا سوف أقدم استعراضا مختصرا فحسب للتطورات الأساسية في الصين واليابان والتبت.
انتشار البوذية
ثلاث موجات دافعة رئيسية حملت البوذية من موطنها في الهند إلى بقية آسيا. انطلقت إحدى هذه الموجات إلى الشمال، والثانية إلى الجنوب الشرقي، والثالثة إلى الشرق الأقصى. والآليات الثلاث الرئيسية لانتشار البوذية كانت كالتالي: (1) البعثات الدينية والدبلوماسية. (2) أعمال الباحثين والمفكرين. (3) المقايضة والمتاجرة. (4) الهجرة. (5) الإعلام وشبكات التواصل. (1) سار الملوك في سائر أنحاء آسيا على نهج الملك أشوكا، وأصبح من العادات مرافقة الرهبان للبعثات الدبلوماسية، ومع ازدياد الدول المعتنقة للبوذية أرسلت تلك الدول بدورها سفراء إلى الدول المجاورة لها. وبهذه الطريقة قدمت البوذية إلى المستويات العليا، وانتشرت بين طبقات الصفوة ذات النفوذ. وفي أغلب الأحيان كانت التماثيل والنصوص وغيرها من المقتنيات الدينية ترسل باعتبارها هدايا؛ مما أثار الفضول لدى متلقي تلك الهدايا. وفي إحدى البعثات من هذا النوع، وكانت قادمة من كوريا في عام 538 ميلاديا، قدمت البوذية إلى البلاط الإمبراطوري الياباني واعتنقها بحماس الأمير شوتوكو، وقد تكررت هذه الوتيرة في عدة مناسبات في دول أخرى. (2) إن أعمال الباحثين والفلاسفة على مر القرون حولت البوذية إلى تقليد دائم التغير من الناحية الفكرية وتراث ثري يضم أفكارا ونظريات جذبت المفكرين من أنحاء أخرى من آسيا. وكان الشكل الأساسي الذي اتخذته هذه الجهود هو تجميع النصوص، على الرغم من أن تعاليم معينة كانت محفوظة أيضا في صورة شفهية فحسب. ووقعت مسئولية التعليق على النصوص وتفسيرها أو شرح تعاليمها الشفهية الغامضة على عاتق أجيال من الباحثين الذين درسوا على يد معلمين يتمتعون بمعرفة متخصصة في الموضوع. ومع انتشار البوذية، ظهر تحد جديد تمثل في ترجمة المفاهيم الفلسفية الهندية الغامضة إلى اللغات المختلفة تماما عن اللغات التي ألفت فيها تلك النصوص. وقد استغرق الأمر في بعض الأحيان قرونا من العمل، وصورا كثيرة من سوء الفهم، قبل التمكن من ابتكار كلمات مناسبة تجعل الأفكار البوذية مفهومة لدى الأشخاص الذين لا يعتنقون وجهة النظر نفسها عن العوالم المفترضة سلفا في الكتابات البوذية. وفي أغلب الأحيان كانت المناظرات والنقاشات بين المفكرين البوذيين وأصحاب الثقافات الأخرى (مثل الصين) تؤدي إلى نهضة تثري كلا طرفي الحوار. (3) كان من أهم وسائل انتشار البوذية طرق التجارة القديمة التي قطعت آسيا برا وبحرا. وفي أغلب الأحيان كان الرهبان البوذيون يرافقون القوافل في رحلاتها البرية من واحة إلى واحة، أو يسافرون بحرا حول المياه الساحلية لآسيا. وكانت المدن التي تقام فيها أسواق كبيرة منتشرة على طول هذه الطرق، ولا سيما في بدايتها ونهايتها، تستضيف جماعات حيوية مكونة من أعراق وجنسيات عديدة؛ مما ضمن انتقال الأفكار سريعا. وكثير من التجار كانوا أثرياء وكان لديهم الوقت لإشباع فضولهم بشأن المعتقدات الجديدة، وكانوا يمتلكون الموارد المالية لتقديم التبرعات ورعاية الأنشطة الدينية. وكثير منهم أصبحوا رعاة للبوذية؛ فشيدوا الأضرحة، وساهموا في بناء الأديرة وصيانتها، إما بدافع التقوى وإما بتوقع الفوز بميزة كارمية نتيجة لأفعالهم الخيرة. والبعض الآخر استأجر فنانين لصنع أعمال فنية دينية، مثل عمل تماثيل للبوذا والبوديساتفات، ومنحوتات حجرية أو خشبية، وتزيين الكهوف والمزارات المقدسة بالصور البوذية. (4) على الرغم من أنه كثيرا ما حدثت تحركات للسكان على مر التاريخ، فإن تأثيرها على انتشار البوذية كان أكبر في العصور الحديثة؛ والسبب في ذلك يعود إلى حد كبير إلى اختراع وسائل المواصلات الحديثة. علاوة على ذلك، فإن أعدادا كبيرة من البوذيين العرقيين اضطروا إلى ترك أوطانهم في آسيا، إما نتيجة للحاجة الاقتصادية وإما نتيجة للصراعات الإقليمية. وعلى مدار القرنين الماضيين، هاجرت أعداد كبيرة من الصينيين واليابانيين البوذيين إلى أمريكا وأوروبا، مصطحبين دينهم معهم. وبعد فترة ليست ببعيدة انضم إليهم بوذيون من فيتنام ومن أجزاء أخرى في جنوب آسيا. وفي النصف الثاني من القرن العشرين، هربت أعداد كبيرة من اللاجئين من التبت ليشكلوا جزءا مما أصبح معروفا باسم «الشتات التبتي». وقد اتخذت أعداد كبيرة من لامات التبت من الغرب موطنا لهم وأسسوا مجتمعات مخصصة لدراسة هذا الشكل المميز من البوذية الخاصة بهم والحفاظ عليه. (5) إن اختراع الصحف، والتصوير الفوتوغرافي، وأجهزة التليفون، والتليفزيون، والفاكس، والكمبيوتر الشخصي، والإنترنت؛ غير جذريا طريقة الحصول على المعلومات في كل أنحاء العالم. وكان معنى هذا التطور التكنولوجي أنه أصبح من الممكن تقريبا لأي شخص الحصول على معلومات عن موضوعات مثل البوذية التي كانت في السابق متاحة فقط لقلة من البشر. وتحتوي المواقع الإلكترونية على مستودعات كبيرة تضم النصوص والمعلومات، فضلا عن وجود مجموعات عبر الإنترنت لمناقشة وتفسير التعاليم البوذية للوافدين الجدد. وقد قدمت السينما الكثير من الجهود لرفع الوعي بالبوذية من خلال أفلام، مثل فيلم «بوذا الصغير» للمخرج بيرتولوتشي، وغيره الكثير من الأفلام. كما أصبح بوذا بمنزلة أيقونة شائعة ويستخدم باعتباره علامة تجارية للكثير من الشركات، مثل مجموعة «بوذا بار»؛ مما يثير استياء البوذيين المحافظين.
الصين
انتشرت البوذية شمالا من الهند إلى آسيا الوسطى ووصلت الصين في منتصف القرن الأول. وفي هذا الوقت كانت سلالة هان الأخيرة (206 قبل الميلاد-220 من الميلاد) قد عززت النفوذ الصيني في آسيا الوسطى، وكان الرهبان البوذيون يسافرون في قوافل تعبر طريق الحرير؛ الطريق الأساسي لنقل البضائع الفاخرة من الصين إلى الغرب. وبالنسبة إلى الصينيين البراجماتيين، بدت البوذية غريبة ومبهرة أيضا. وكانت الأيديولوجية السائدة في الصين هي الكونفوشيوسية، وهي نظام مبادئ اجتماعية أخلاقية مأخوذة من تعاليم الحكيم كونج فو تسو أو كونفوشيوس (550-470 قبل الميلاد). وبدا في أمور معينة أن البوذية تتعارض مع القيم الكونفوشيوسية؛ فلقد اعتبرت الكونفوشيوسية أن الأسرة هي أساس المجتمع، وكانت دعوة البوذية الأبناء والبنات لترك عائلاتهم والتخلي عن العالم السبب في النظر إلى البوذية بعين الريبة مثلما ينظر اليوم إلى بعض طوائف معينة. علاوة على ذلك، بدت «السانجا» (جماعة الرهبان البوذية) أشبه بدولة داخل دولة، وقد مثل هذا تحديا لسلطة الإمبراطور وتهديدا لنسيج الحياة الاجتماعية المتجانس الذي كان يمثل النموذج الكونفوشي. بالإضافة إلى ذلك رفض الرهبان الانحناء أمام الإمبراطور؛ حيث إن الرهبان في الهند يحظون بالتبجيل من قبل العوام. وأدى مثل هذا النوع من الاختلافات الثقافية إلى الصراع وسوء التفاهم، وأشعل العداوة تجاه الدين الجديد.
شكل 6-1: سوترا الماسة: أقدم نص مطبوع في العالم هو نسخة من «سوترا الماسة»، وهو أحد نصوص الماهايانا المهمة. يعود تاريخ النسخة إلى عام 868 ميلاديا.
على الجانب الآخر وجدت أمور كثيرة جذبت الصينيين. لقد بدا أن البوذية تحل محل الكونفوشيوسية في الأمور التي تركتها الأخيرة، وتصف العالم غير المرئي الذي لم تقل عنه الكونفوشيوسية سوى القليل. ذات مرة سأل أحد التلاميذ كونفوشيوس فقال: «أيها المعلم، كيف يجب أن نتعامل مع الأرواح والآلهة؟» فكان الجواب: «لا يمكنك التعامل مع الأرواح والآلهة على نحو لائق قبل أن تتعلم كيف تعامل رفاقك من البشر على نحو لائق.» وعندما استفسر السائل عن الموت، رد كونفوشيوس برد مماثل، فقال: «لا يمكنك أن تعرف ماهية الموت قبل أن تعرف ماهية الحياة» («تعاليم كونفوشيوس»). قللت الكونفوشيوسية من مكانة عالم ما وراء الطبيعة وجعلته في المرتبة الثانية، وتركت أسئلة كثيرة دون إجابات؛ مما أثار فضول الكثير من الصينيين. وكان لدى البوذية إجابات عن هذه الأسئلة، ولا سيما المتعلقة بالموت والحياة الآخرة، وهو موضوع ذو أهمية خاصة للصينيين نظرا للإجلال الكبير الذي يكنونه للأسلاف؛ وبذلك، في حين تقبل الكثير من الصينيين الكونفوشيوسية باعتبارها دليلا موثوقا لهذا العالم، فإنهم التجئوا إلى البوذية باعتبارها دليلا لعالم الآخرة.
شكل 6-2: راقص مقنع، بوتان.
تتشابه البوذية في عدة أمور مع فلسفة صينية أخرى، هي الفلسفة الطاوية، وهي نوع من الصوفية الطبيعية أسسها الحكيم الأسطورة لاو تسو (ولد عام 604 قبل الميلاد). وهدف الطاوية هو العيش في تناغم مع الطبيعة من خلال تعلم تحقيق التوازن بين قوتي الين واليانج اللتين تكمل كل منهما الأخرى، واللتين يعتقد أنهما تسودان الكون. الين هو المبدأ الأنثوي الذي يعبر عن نفسه في الرقة والسلبية، بينما اليانج هو المبدأ الذكوري الذي يظهر نفسه في الصلابة والقوة. وكلتا الصفتين حاضرتان في الأفراد وفي كل الظواهر بمستويات متباينة، والتفاعل بين هاتين القوتين يؤدي إلى التغيير في هذا العالم. والحكيم هو الشخص الذي يعرف كيف يجعل الين واليانج في حالة توازن ويعيش في تناغم مع ظروف الحياة المتغيرة. والشخص الذي يستطيع الجمع بين هاتين القوتين في نفسه كان يعتقد أنه يكتسب سلاما روحانيا عميقا، وكذلك قوى سحرية وطول العمر. ويقدم كتاب «داو دي جينج» الكلاسيكي («كتاب الطريق وفضيلته») المنسوب إلى لاو تسو مبادئ خوض هذه الحياة العليا.
تداخلت البوذية والطاوية في أمور معينة، وبدا أن التأمل البوذي موجها نحو الهدف نفسه المتمثل في السلام الداخلي و«الفعل اللافاعل» الذي سعى إليه الحكيم الطاوي. ونشأ عن هذا التفاعل مذهب بوذية صينية عرف باسم تشان (سلف بوذية الزن اليابانية). إلا أنه على الرغم من أن التعاليم الطاوية كانت غير منظمة وأكدت على الهدوء والإلهام ، فقد قدمت البوذية إطارا فلسفيا منهجيا وتراثا من النصوص لدراستها. وراق هذا الجانب من البوذية للصينيين بسبب حبهم للدراسة والتعلم، وبعد فترة أصبحت البوذية ثالث «الأديان الثلاثة» للصين، على الرغم من أنها لم تنجح مطلقا في التخلص من ارتباطاتها الأجنبية. وذهب عدد من الرهبان الصينيين في رحلات حج إلى الهند بحثا عن المخطوطات الدينية، ومن أشهرهم فاكسيان (399-413)، وتشيونتسانج (630-644) وإي تشينج (671-695).
अज्ञात पृष्ठ