बौद्ध धर्म: एक बहुत ही संक्षिप्त परिचय
البوذية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
الثقافة المادية
على الرغم من أن البوذية يمكن دراستها من خلال الأبعاد السبعة المذكورة في هذا الفصل كلها؛ فقد اعتمد الباحثون الغربيون الأوائل اعتمادا يكاد يكون حصريا على النصوص البوذية في استقاء المعلومات، ومالوا إلى التأكيد على البعد العقائدي أكثر من بقية الأبعاد. وحتى العصور الحديثة كان البعد المادي بصفة خاصة مهملا إلى حد كبير؛ مما أعطى انطباعا عن البوذية مشوها ومنزوعا من سياقه. وقد أوضح الباحثون أن هذا التوجه ربما يكون متأثرا بالنزعة البروتستانتية التي تهتم كثيرا بالنصوص باعتبارها موضع «الدين الحقيقي» وما تبع هذه النزعة من عدم تقدير للمقتنيات الدينية والممارسات الشعبية. وعلى الرغم من أن دراسة النصوص الدينية ما زالت مهمة، فإن باحثي البوذية يحولون اهتمامهم اليوم على نحو متزايد إلى المقتنيات المادية ودورها في الممارسة الدينية. وتشمل هذه المقتنيات: النقوش، والعملات المعدنية، والصور، والرموز، وأدوات الطقوس، والمسابح، والتمائم، والأضرحة، وصناديق الذخائر الدينية، وملابس الطقوس، وشهادات الترسيم، والسجلات، ومحفوظات الأديرة مثل إيصالات التبرعات وإقرارات التركات. إن مثل هذا النوع من المقتنيات والسلع يشيع وجوده في الحياة الدينية ويلعب دورا مهما في بناء الهوية البوذية. وفي أغلب الأحيان تخبرنا هذه المقتنيات عن الممارسات والمعتقدات البوذية الحقيقية على نحو أكبر مما تخبرنا به الروايات المحفوظة في النصوص الدينية.
لقد ذكرت تلك التفسيرات المحددة للبوذية لأنها التفسيرات التي لاقت رواجا لدى الغرب خلال القرن الأخير. وعلى الرغم من أن تلك التفسيرات ليست غير مشروعة بالكلية، فإنها تعاني من النقصان، وتمثل عادة رد فعل تجاه أحد جوانب النقص الملحوظة في الدين لدى الغرب. وإذا ركزنا فقط على أحد هذه الجوانب في البوذية، فإننا بهذه الطريقة سنرتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبه العميان عندما أمسكوا جزءا واحدا فقط من الفيل.
بعد أن استنتجنا أن البوذية دين من الأديان، مهمتنا في الفصول التالية استعراض بعض أبعادها بمزيد من التفصيل. والأبعاد التي ستحظى بالقدر الأكبر من الاهتمام في هذا الكتاب هي: البعد العقائدي والبعد التجريبي والبعد الأخلاقي، على الرغم من أنه سيشار إلى الجوانب الأخرى في المواضع المناسبة. ورغم ذلك يجب أولا أن نتعرف على حياة مؤسس البوذية سيدهاتا جوتاما.
الفصل الثاني
بوذا
ولد بوذا في منخفضات تيراي بالقرب من سفح جبال الهيمالايا داخل حدود ما يعرف اليوم بدولة نيبال. وكان شعبه يعرف باسم شعب ساكيا؛ ولهذا السبب يشار أحيانا إلى بوذا باسم «ساكياموني» أو «حكيم شعب ساكيا». وكان معروفا لدى أتباعه باسم «باجوات» أو «السيد». وكلمة «بوذا» ليست اسما لشخصه، بل لقب شرفي يعني «المتيقظ». وعلى الرغم من أنه - تحريا للدقة - يمكن استخدام اللقب للإشارة فقط إلى الشخص بعد أن يبلغ مرحلة التنوير، فإنني سوف أستخدمه للإشارة إلى بوذا في الجزء المبكر من حياته أيضا. أما اسم بوذا كما أشرنا في السابق فهو سيدهاتا جوتاما (بالسنسكريتية: سيدهارتا جوتاما).
الفترة المتعارف عليها باعتبارها فترة ممثلة لحياة بوذا هي ما بين 566 و486 قبل الميلاد، على الرغم من أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن وفاة بوذا على الأرجح كانت في وقت قريب من عام 410 قبل الميلاد (الترتيب الزمني في هذه الفترة يكون دقيقا فقط في نطاق عشر سنوات). وترجح المصادر التقليدية أن بوذا وعائلته ينتمون إلى الطبقة الثانية من الطبقات الهندية الأربع - أي طبقة المحاربين الأرستقراطية المعروفة باسم الخطيين (بالسنسكريتية: الكشاتريون)، على الرغم من عدم وجود دليل على وجود النظام الطبقي بين شعب ساكيا.
أما الإشارات المتعلقة بالمكانة الملكية لوالد بوذا، سودهودانا، ومظاهر العظمة والأبهة في بلاطه الملكي، كما ترويها نصوص لاحقة على وجه الخصوص، فهي من باب المبالغة على الأرجح. ورغم ذلك، فإن كون بوذا من النبلاء سببه حكم مولده، وكذلك مكانته الرفيعة تعد من الموضوعات الشائعة في الفن البوذي والأدب البوذي، كما أن خلفيته الأرستقراطية - على الرغم من أنها قد لا تكون على القدر الرفيع الذي تصوره لنا المصادر - قد ساعدته بلا شك في ترك انطباع مقبول لدى ممالك شمال شرق الهند التي زارها باعتباره معلما متجولا.
قدر معين من المعلومات المتعلقة بحياة بوذا محفوظ في قانون بالي (انظر مربع النص)، لكن لم توجد أي محاولة لجمع هذه التفاصيل معا في عمل سردي متواصل إلا بعد خمسمائة عام من وفاة بوذا. وفي السابق، أي خلال قرنين من رحيل بوذا، بدأت سير جزئية عن حياته في الظهور، ويرى البعض أن هذا الأمر زاد من فضول الناس ورغبتهم في معرفة حياة ذلك الرجل المميز. وأشهر السير التي تناولت حياة بوذا وأكثرها أناقة هي قصيدة ملحمية معروفة باسم «بوداكاريتا» أي «أفعال بوذا»، وألفت تلك القصيدة في القرن الأول بعد الميلاد على يد الأديب البوذي الشهير «أشفجهوشا». وفي ذلك الوقت أضيفت إلى السير غير المكتملة المكتوبة في السابق تفاصيل مثيرة على نحو أصبح من الصعب فيه الفصل بين الحقيقة والأسطورة. وربما ألهمت هذه السير السردية لحياة بوذا صنع صور لبوذا لم تكن موجودة حتى حلول القرن الثاني من الميلاد تقريبا. وقبل ذلك كان يتم تمثيل بوذا في الرسوم من خلال الرموز فقط، كأن يرمز إليه بشجرة أو عجلة أو مظلة، إما بسبب التبجيل وإما لصعوبة إعطاء تعبير جمالي لحالة السمو التي اكتسبها . وبعد فترة بدأ الفنانون في تجسيد صورة بوذا في الحجر أو في غيره من المواد، وأصبحت هذه الصور التجسيدية نقطة تركيز الممارسات الدينية لدى العامة.
अज्ञात पृष्ठ