قال ربعى: إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ﷿، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .. فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه (١). ويقول الشيخ فاروق: (٢) سألنى رجل فقال .. يا شيخ .. كيف تقولوا أن المسلم مبعوث .. والبعثة فقط للأنبياء ..؟!! فكان ردى .. أن الله ﷿ استعمل لفظ البعثة كثيرًا فى القرآن .. قال تعالى ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ﴾ (٣)، وقال ﷿ ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾ (٤) .. فالله كره انبعاث المنافقين والله بعث المؤمنين، ويقول الرسول الكريم ﷺ " إنما بُعثتم ميسرين ولم تُبعثوا معسرين " رواه البخارى (٥) أهـ.

(١) حياة الصحابة - ١/ ٢٠٣. (٢) من علماء التبليغ والدعوة الأجلاء بباكستان، وقد التقيتُ به أول مرة في اجتماع بالأردن بمسجد مدينة الحجاج لمدة ثلاثة أيام، ثم انتقل وانتقلنا معه إلي المسجد القبلي بمدينة إربد لمدة ثلاثة أيام أخري. (٣) سورة المائدة - الآية ٣١. (٤) سورة التوبة - الآية ٤٦. (٥) رياض الصالحين - الحلم والآناه.