50

Breathing the Breeze of Intimacy from the Scents of the Fields of Holiness

استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس

अन्वेषक

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

प्रकाशक

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

शैलियों

ولو استقصينا ما في هذا الباب من الأخبار والآثار لطال الكتاب جدًّا. ومن الأنس -بالله ﷿ الأنس بكلامه وذكره والأنس بالعلم النافع الَّذِي بلغه رسوله ﷺ عنه. وروى أبو نعيم بإسناده عن ذي النون قال: "الأنس بالله نور ساطع، والأنس بالناس غم واقع". "قيل لذي النون: ما الأنس بالله؟ قال: العِلْم والقرآن". ومن كلام الفضيل بن عياض: "كفى بالله محبًّا وبالقرآن مؤنسًا وبالموت واعظًا، اتخذ الله صاحبًا وح الناس جانبًا. وقال: "من لم يستأنس بالقرآن فلا أنس الله وحشته". وقد رُوي من حديث أنس مرفوعًا: "علامة حب الله: حُبُّ ذكره، وعلامة بغض الله بغضُ ذكره" (١) من طريقين غير صحيحين. وكان فتح الموصلي يقول: "المحب لله لا يجد مع حب لله ﷿ للدنيا لذة، ولا يغفل عن ذكر الله ﷿ طرفة عين". خرجه إبراهيم بن الجنيد. وخرج أيضًا بإسناده عن الربيع بن أنس عن بعض أصحابه قال: "علامة حب الله: كثرة ذكره، فإنك لن تحب شيئًا إلا أكثرت ذكره، وعلامة الدين: الإخلاص لله ﷿ وعلامة العِلْم خشية الله ﷿، وعلامة الشكر: الرضا بقضاء الله ﷿ والتسليم للقدر". ومما ينشأ من معرفة الله -تعالى- ومحبته الاكتفاء به والاستغناء به عن خلقه. ومنه قول أحمد بن عاصم الأنطاكي: "من عرف الله ﷿ اكتفى

(١) أخرجه البيهقي في "الشعب" (٤٠٦) من حديث لأنس، قال البيهقي ﵀: ورُوي من وجه آخر عن زياد بن ميمون، وزياد منكر الحديث. ورُوي من وجه آخر ضعيف عن أنس بن مالك، والله أعلم.

3 / 339