Bombshells of Truth
قذائف الحق
प्रकाशक
دار القلم
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
प्रकाशक स्थान
دمشق
शैलियों
" كلهم إبراهيم وإن اختلفت الألقاب مع الوظائف، وهكذا أيضًا الله خلق فهو الأب الله، الله أنقذ فهو الابن، الله يعلم فهو الروح "!!
نقول: هذا الكلام أوغل من سابقه فى خداع النظر، فإن الضابط قد يرتدى فى الجيش ملابسه العسكرية، وقد يرتدى فى عطلته الملابس المدنية، وقد يرتدى فى بيته ملابس النوم. ولم يقل مجنون ولا عاقل أن هؤلاء ثلاثة، وأنهم واحد، ولا يتصور أحد أن الضابط بزيه العسكرى يصدر حكمًا بالإعدام على الضابط نفسه بزيه المدنى، وأن هذا المدنى يقول للعسكرى: لماذا قتلتنى أو لماذا تركتنى.
إن المعلم إبراهيم أو المنقذ إبراهيم أو الخالق إبراهيم يستحيل أن يكونوا ثلاثة أقانيم على النحو المألوف فى المسيحية، وإنما المعقول أن يقال: الله الواحد يوصف بالقدرة والعلم والرحمة والحكمة مثلًا، وهذا يذكره الإسلام فالله ذات واحدة، لا تقبل التعدد بتة، والروح القدس وهو جبريل عبد مخلوق له، والمعلم المرشد الصالح عيسى عبد مخلوق له، وما دام العقل البشرى موجودًا فلن يسيغ إلا هذا.. أما الفرار من التناقض الحتم إلى التلاعب بالألفاظ فلا جدوى منه.
وإذا كان خالق السماء هو هو المقتول على الصليب فمن كان يدير العالم بعدما قتل خالقه؟ بل كيف يبقى العالم بعد أن ذهب موجده؟ والعالم إنما يبقى لأنه يستمد وجوده لحظة بعد أخرى من الحى القيوم ﷻ.
إن القرآن الكريم ينصح أصحاب عقيدة التثليث فيقول لهم: " يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق، إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة، انتهوا خيرًا لكم، إنما الله إله واحد سبحانه أنى يكون له ولد، له ما فى السموات وما فى الأرض وكفى بالله وكيلًا. لن يستنكف المسيح أن يكون عبدًا لله ولا الملائكة المقربون.. " (النساء: ١٧١، ١٧٢)
وإنه ليسرنا أن تكون عقيدة التوحيد محور العلاقة بين الناس جميعًا وبين الله
1 / 43