بلاغ الرسالة القرآنية

Farid al-Ansari d. 1430 AH
77

بلاغ الرسالة القرآنية

بلاغ الرسالة القرآنية

प्रकाशक

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

प्रकाशक स्थान

القاهرة

शैलियों

لأداء حق الخالقية، حيث إن توحيد العبودية، أو الألوهية كله لا يخرج عن معنى السير إلى الله رغبًا ورهبًا، من حيث إنه تعالى موصوف بصفات الكمال وأسماء الجمال، وبهذا السير تتحقق للعبد رتب المعرفة به تعالى، ويكتسب الجديد من منازل الإيمان، ومقامات الإحسان، سيرًا في طريق عبادته تعالى على نهج السنة النبوية؛ استجابة لقوله تعالى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتى يَاتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر:٩٩]. وهنا نعود إلى حديث الأسماء الحسنى، حيث يتبين أن قول النبي ﷺ: (من أحصاها -أو من حفظها- دخل الجنة) إنما المقصود بالإحصاء (الحفظ) عينه، كما هو في صحيح البخاري في (باب إن لله مائة اسم إلا واحدًا)، وقد ذهب أغلب العلماء -كما سترى بحول الله- إلى أن (الحفظ) هنا هو بمعنى حفظ المقتضيات من الأفعال والتصرفات، لا حفظ العبارات، كما في قول النبي ﷺ: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده اتجاهك» (١). والمقصود بحفظ المقتضيات: توقيع كل أعمالك وتصرفاتك بما تقتضيه دلالاتها من حدود والتزامات. فمثلًا إذا انطلق العبد في طلب رزقه، واكتساب قوته فإنما يفعل ذلك باسمه تعالى: (الرزاق)، ومعناه أن يعتقد ألا رزق يصل إليه إلا ما كتب الله له، ثم ألا مانع له منه وقد

(١) رواه أحمد والترمذي والحاكم بسند صحيح. ن. صحيح الجامع الصغير: (٧٩٥٧).

1 / 81