بلاغ الرسالة القرآنية

Farid al-Ansari d. 1430 AH
106

بلاغ الرسالة القرآنية

بلاغ الرسالة القرآنية

प्रकाशक

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

प्रकाशक स्थान

القاهرة

शैलियों

البر، ولذلك كانت الصلوات الخمس -بعد الشهادتين- هي العنوان الجامع المانع لكل أعمال الإسلام. إذ كل ما سواها داخل في معناها. وليس عبثًا أن يعتبرها الرسول خير أعمال المسلم، قال ﷺ: «سددوا وقاربوا» وفي رواية: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» (١). ولقد فصلنا هذا في غير هذا المكان من كتبنا (٢)، لكنا نقتصر هاهنا على ما يفيد السياق. لقد جعل الله الصلاة هي آية المسلم، والعلامة الجميلة التي تميزه في مسيرة التاريخ النبوي، فهي الفصل الذي لا يعرف إلا به، والنور الذي لا يمشي إلا به، قال ﷿: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الفتح:٢٩]، وإنما اكتسبوا صِفَتَيْهم الأوليين: الجهادية: ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾، والخلقية: ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾؛ من كونهم رهبانًا بالليل، أي قوله: ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعًا

(١) رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان والحاكم، والدارمي والبزار، والبيهقي والطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير رقم: (٩٥٢). (٢) ن. كتابنا: قناديل الصلاة. دار السلام، القاهرة.

1 / 110