في محطة ستيتين. وبالأمس بلغت من اليأس تجاه مثل تلك المناظر المؤذية ما عن لي معه أن أعدل عن جميع هذه الرحلات. وفي هذه الليلة هاجمتني حنة بغتة حاملة الطفل بين ذراعيها، فأبدت من ضروب المكر النسوي ما خسر به الجنة عرق البشر، ومن الطبيعي أن قلبت عقلي فنجحت في إبقائي على خطتي، بيد أنني أبدو لنفسي إنسانا أصيب بظلم عظيم، ومما لا ريب فيه أنني سأضطر إلى السفر في السنة المقابلة مع ثلاثة مهود
10
ومع مراضع وقمط
11
وفرش. ويا ليتهم يزيدون راتب نيابتي ما دمت رب أسرة! وتصوري تبذير ما بقي من ثراء رائع في السفر مع رضع، ألا إنني عاثر الجد
12
جدا!»
واليوم يعيش مقتصدا لذلك السبب، واليوم ليس له ولع بغير الراح، ومن ذا الذي يعتقد أن ذلك تحاور أخوين حسيبين حين يكتب بسمارك إلى أخيه الأكبر قائلا له: «كانت حال سوق الصوف هنا كما كانت في ستيتين. وفلت عزائم البائعين في أربع وعشرين ساعة، مع أن الوالد كان يحاول أن يبرك ساكنا خمسة أيام أو أسبوعا على كيس الصوف في سالف الأزمان، وفي عشية السوق بعت ب 73 تاليرا على حين كان يجب علي أن أبيع ب 75 تاليرا. وعندي أنك بعت بخمسة تاليرات دون الثمن.»
والحق أن بسمارك كان محتاجا إلى النقد على الدوام، وما كان من نقص سبعين تاليرا فحال يدعو إلى شغل البال، وجياد الركوب هي التي تقرن بالعربة، ويبلغ ما يعود عليه من بدل إجارة شونهاوزن ثلاثة آلاف تالير أو أربعة آلاف تالير، «وقد بلغت نفقات البستان في أثناء هذه السنة 103 تاليرات، ولا بد من إضافة أربعين أو خمسين تاليرا إلى ذلك حتى عيد الميلاد في سبيل العزق
13
अज्ञात पृष्ठ