11
الأريستوقراطية التي يعوزها كل شيء لتصنع رجلا، لتصنع حاجبا، لا قفلا أمام فوهة، وهنا تجدها مغتبطة بمعاشرة ثلاثين ابن عم لها فلا ترى ما يؤخذون عليه ... هم لا يأكلون ولا يشربون، فماذا يصنعون إذن؟ إنهم يعدون أجدادهم!»
وهل يمكن احتقار الرجال بأبعد من ذلك؟ إنه يزدري الطبقة والصلات والبطالة والتكلف لديه ولدى قريبه، ولكنه لا يبدي أي رغبة في إصلاح نفسه، وهو في فؤاده أسف على ضعفه فقط، وما يبقى له بعد ذلك؟ صل السيف والزواج!
واسمع ما يكتبه من مزرعة أبيه: «وها أنا ذا أفكر في رفض وزارة الخارجية، فأتلهى بسيفي أيام الطلب، ثم أتزوج فأنجب بأولاد وأحرث الأرض وأقضي على عادات فلاحي بأن أقطر مقادير كثيرة من المسكرات، فإذا ما قيض لك ذات يوم في خلال عشر سنين أن تزور هذه البقعة من العالم وجدت ضابطا زراعيا بادنا ذا شاربين كبيرين شاتما مقسما أن يهز الأرض كارها للفرنسيين ضاربا كلابه وخدمه بقسوة عندما تغضبه زوجته، وسألبس سروالا من وثر
12
فأجعل من نفسي أضحوكة في سوق الصوف بستتين، فأقوم شاربي بالبرم وأبيع صوفي بثمن أقل مما يجب بتاليرين
13
عندما أخاطب بالسيد البارون، وسأشرب نخب الملك في عيد ميلاده وأرفع صوتي بقولي «يعيش!» وسأكثر من الشرب وسأتكلم عن الغلال وعن الخيل على الدوام.»
ويكره بسمارك الزواج فيقيه ذلك منه، ولا تناقض هذه الكراهية خطباته المكررة، بل جاء حل هذه الخطبات دليلا على تلك الكراهية، ويروي موتلي أن بسمارك «يخضع في أمر الحب لغرائزه من غير كبير اكتراث.» وهو في الوقت نفسه «يقع في أشراك الغرام دوما.» وفي تلك الأيام يقول لنا بسمارك إنه كان يزاول أمور الزواج «أو إنه كان علي أن أفعل ذلك لو كانت ميولي الحسية تدوم زمنا طويلا، ولكن الأجمل هو أنني أزدري النساء ببرودة في كل وقت، فيخدع الناس أنفسهم على هذا الوجه.»
ويبلغ العشرين من عمره فيعده معيد، فيجاوز بنجاح امتحان النقابة، ويزاول القانون في محكمة برلين البلدية لقليل زمن، ويزيد اشمئزازه من مثل هذه الحماقات، وهو لم يواظب على ذلك لكيلا يكره على الجندية من فوره؛ وذلك لقوله: «إنني قاومت ظافرا رغائب أبوي الملحة في ذلك المضمار.» وهو على ما لا تجد له ندا
अज्ञात पृष्ठ