القاتم؛ هي دونه سنا باثنتي عشرة سنة، هي بهجة أبويها، هي ألعوبة إخوتها.
وفي الرابعة عشرة من سنيه يقول بسمارك في كتاب له: «إن مالوينشن تتكلم باللغتين: الألمانية والفرنسية، كما يشاء هواها، وهي تعرفك جيدا.»
ويبلغ بسمارك السنة الخامسة عشرة من عمره، فيباح له أن يقضي عطله الكبرى في المنزل، ويطيب له «أن يتلهى قليل الساعات مع زوجة أحد المالكين المجاورين الحسناء»، ويبلغ بسمارك السنة السادسة عشرة من عمره فتكون له مغامرة في مركبة بريد مع «قهرمانة
15
جميلة» منحرفة المزاج قليلا، فيغمى عليها فتقع بين ذراعيه، وهذا إلى ما كان من إيصائه أخاه بأن يرسل على حسابه «علامة حب» مغفلة إلى جارة ذات دلال. وتجد سمة الشك حتى على رسائله التي كان يكتبها في الريف ابنا للخامسة عشرة من سنيه؛ ومن ذلك:
فر من السجن، ذات يوم جمعة، ثلاثة فتيان كثيري الرجاء، فكان أحدهم حارقا متعمدا، وكان الثاني قاطع طريق وكان الثالث لصا ... وفي المساء تخرج كتيبة كنيبهوف الملكية المسلحة المؤلفة من خمسة وعشرين مقاتلا؛ لتعقب أولئك الغيلان ... ويستحوذ الذعر على جنودنا حينما التقت مفرزتان فتساءلتا يائستين، ولكن مع فزع، فلم يجرؤ أحد منهما على الجواب.
وأحوال مثل تلك مما يؤدي - بين السنة السابعة عشرة من عمره والسنة الثامنة عشرة من عمره - إلى إنكاره العقيدة والفكر إنكارا مطلقا، ويشتق معتقده السياسي الوجيز الأول من ارتيابه العام، فلما غادر المدرسة في السابعة عشرة من سنيه وفي ذلك الحين توفي غوته، «كان عند عدم نزوعه إلى النظام الجمهوري قانعا - على الأقل - بأن الجمهورية هي أقرب طرز الحكومة إلى الصواب، فيأتي بتحفظات حول خضوع ملايين الآدميين لرجل واحد خضوعا مستمرا ... وتبقى هذه التأملات ضمن نطاق الآراء النظرية، فلم تكن من القوة بحيث تقوض ميلي الغريزي إلى الملكية البروسية، وتبقى عواطفي التاريخية بجانب السلطة.» وهو يعد هرموديوس
16
وبروتوس
17
अज्ञात पृष्ठ