172

बिस्मार्क

بسمارك: حياة مكافح

शैलियों

يأكلون، وليتأصل خوف الله في أفئدة الشعب خشية زوال تلك الأمور»، هذه هي الكلمات التي قالها بسمارك في كتاب أرسله إلى زوجه، وهي كلمات صدق ووليدة ملاحظة، فكأن بسمارك يتكلم بها عن مزارعيه، وكأن بسمارك الشريف يطلب بها طاعة وتضحية قبل كل أمر، وكأن بسمارك السري يرى الفضائل التي تبهره صادرة عن تقوى الله فلا تفسر بين البروسيين بغير هذا، أجل إنه مخلص في تأثره، ولكنك لا ترى في الحقيقة جسرا بينه وبين الشعب، وبسمارك مع أنه رئيس الوزراء لا يطلب لنفسه معاملة خاصة؛ ففي الليلة التي تلت معركة كونيغراتز نام على «ما هو أصلح قليلا من دمنة»

3

نام على مقعد عربة بين الجرحى في العرى

4

بلا تبن، وذلك إلى أن تبين دوك رئيس الوزراء فأخذه لينام فيما هو أحسن من ذلك المكان.

وصلات بسمارك مع القادة تجعله نزقا، فمما يشق عليه ولا يطيقه أن يصدر هؤلاء أوامر فيصمت، ومما حدث في ليلة من تلك الليالي أن أيقظه رجل ليخبره بأن الملك يريد ركوب حصان في الساعة الرابعة بعد منتصف الليل ليحضر مناوشة، فصرخ من فراشه غضبان قائلا: «يا لغيرة هؤلاء القادة الشاربي الجعة! فهم يودون إطلاع الملك على مناوشة في الساقة،

5

فأمنع من النوم مع شدة احتياجي إليه!» ويبدأ كفاحه للحربيين بهذا الاستهلال الهزلي، ويكتب إلى زوجه من فوره بعد النصر قوله لها: «إذا لم نفرط في مطالبنا، وإذا لم نحد عن الاعتقاد بأننا غير فاتحين للعالم كان لنا من السلم ما يستحق الهم، ولكننا إذ كنا فرحين خائرين في آن واحد، كان من واجبي الجحود أن أروي الخمر المختمر بالماء فأذكر القوم بأننا لا نعيش وحدنا في أوروبة، حيث تقوم ثلاث دول تكرهنا وتحسدنا!»

وفيما كان بسمارك يسمع ما تقوله أوروبة منتبها كان القادة يسمعون صليل سيوفهم زاحفين عامدين إلى فينة، ويعقد مجلس حربي في كزير ناهوره، ويصل بسمارك متأخرا، ويطلعه الملك على الأنباء وينتظر وصول المدفعية الثقيلة في أسبوعين، ثم يسار إلى فينة، ويرتجف بسمارك ويقول: «خمسة عشر يوما!» وبسمارك ليس سوى مقدم، وليس على كتفيه من السمات ما يسطع كثيرا، ولا قول حول الشريط الأحمر، ويجلس ناظرا إلى الخريطة وينصت له الجنرالات إنصات تهكم، فينصح بعدم ضرب فينة بالمدافع وينصح بالذهاب إلى برسبرغ وعبور نهر الدانوب، فيكون وجه العدو إذ ذاك إلى الشرق على وضع غير ملائم، أو يتقهقر إلى هنغارية مغادرا فينة بلا قتال، ويبصر الملك الخريطة، ويؤيد اقتراح بسمارك: «وتقبل الخطة على مضض، وكان همي الوحيد مصروفا إلى اجتناب كل ما يؤذي صلاتنا بالنمسة في المستقبل، وكل ما ينكأ القروح

6

अज्ञात पृष्ठ