13
برا وبحرا في الذهاب والعودة، ويصيبون من أهلها، ويصيب أهلها منهم؛ فلم تنقطع الغارات عليها صائفة وشاتية، ولم يكف قسطنطين عن النضال!
ثم كانت غارة من تلك الغارات الباغتة، أثخن فيها العرب في الروم إثخانا شديدا، واحتملوا أسارى وسبايا؛ وكان من بين السبايا ابنة أخرى لقسطنطين، لم تنضج نضج الأنثى، ولكنها جاوزت حد الطفولة ... وافتلذ العرب فلذة أخرى من كبد البطريق المرزأ ...
هل كان البطريق قسطنطين يجاهد العرب منذ ذلك اليوم ثأرا لابنتيه السبيتين، أو ثأرا لوطنه، وكفاحا عن أمجاد قومه؟
من يدري؟ ولكنه - على أي حاليه - لم يكف عن النضال.
وهذا القائد ميناس يعيره بسبي ابنتيه، ويوشك أن يتهمه في وطنيته وفي شجاعته ومصابرته، فيدافع دفاع الغضبان، ثم لا يلبث أن يغلبه الدمع.
يا للبطريق الشيخ! دريئة من درايا قومه
14
يتلقى عنهم سهام العدو، ففي كل موضع منه جراحة لم تلتئم، ويتهمه قومه بالجبن والخور ...!
وابنتاه ... أين هما اليوم؟
अज्ञात पृष्ठ