وكان له نكاية في العدو وصبر على القتال واستماتة في المعركة؛ لا يقتحمها إلا وقد كسر جفن سيفه
3
فلا يغمده إلا في اللبات
4
والصدور والجنوب، وكان شعاره في الحرب: لبيك عتبة! لبيك أبا أيوب!
وكم تعرض للشهادة فأخطأته، وعاد مثقلا بالغنائم وفي كفه سيف بلا جفن يقطر دما، وكم احتز من رءوس، وبقر من بطون، وشق من مرائر، ولكنه لم ينل مرة واحدة رأس بطريق من بطارقة الروم ثأرا لأخيه ...
وتشيع بطولة النعمان بين القوم، ويتحدث المشاة والركبان بأنباء معاركه المظفرة، حتى تبلغ تلك الأنباء أمه وعشيرته في أرض الجزيرة، فتدمع عينا العجوز الثكلى، وترفع يديها إلى الله ضارعة أن يكلأه ويرعاه؛ ليكون خلفا من أبيه وأخيه ... وتهمس الشفاه باسمه في ثغور الروم خائفة وجلة، فتتعوذ منه بالمسيح والعذراء، إنه لينال بالرعب من أعدائه أكثر مما ينال بسيفه!
وكان النعمان أثيرا عند مسلمة
5
منذ شهد ألوان بطولته، فأدناه منزلة وقربه مجلسا، وصار له عنده نفل مضاعف
अज्ञात पृष्ठ