أن يغزيني في صائفته، لعلي أن أدرك نصرا أو أجاور أبا أيوب. •••
ولكن مسلمة بن عبد الملك لم يخرج في هذا الموسم لحرب الروم صائفا ولا شاتيا، فقد كان عبد الملك من أصالة الرأي وحسن التدبير، بحيث رأى مصانعة
13
جوستنيان الثاني قيصر الروم خيرا له في هذه الفترة التي تعصف فيها العواصف بالدولة الإسلامية، فصالحه على أن يؤدي إليه في كل جمعة ألف دينار؛ ليفرغ لتدمير قوة ابن الزبير، ويحطم الخوارج، ويرد كيد ابن عمه عمرو بن سعيد ...
14
وهدأت أمواج البحر، وسكن غبار البادية،
15
ولكن عتبة بن عبيد الله لم يعد إلى داره بالرقة منذ كان ذلك الحديث بينه وبين أخيه النعمان، ولم يقف له أحد على خبر.
وطال الانتظار بأهله حتى آب كل غائب، ولكنه لم يؤب، وهدأت الفتن في الدولة الإسلامية أو كادت، وانقضى أمر ابن الزبير، واغتيل عمرو بن سعيد منافس عبد الملك على عرش بني مروان، واستتب لهم الملك، وعادت الصوائف والشواتي تغدو وتروح في البر والبحر، تغزو بلاد الروم فتصيب منها ما تصيب ثم تئوب، ولم يؤب عتبة بن عبيد الله!
وقال جيرانه وأهله: يرحمه الله، لقد آثر جوار أبي أيوب المضياف، فمات غازيا في بلاد الروم.
अज्ञात पृष्ठ