बिन्जामिन फ्रैंकलिन
بنجامين فرنكلين
शैलियों
ويسلك فرنكلين مثل هذا المسلك «المنطقي» لإقناع مخالفيه داخل بلاده في مسألة الرق، كما سلكه في مناقشة المخالفين خارج بلاده لإقناعهم في هذه المسألة، وقوام الإقناع عنده في الحالتين أن يأخذ المخالفين له بما يدينون به ويسلمونه، وأن ينبههم إلى أحوالهم التي يغفلون عنها ولا يلتفتون إلى مغزاها، وأن يريهم أنهم يصابون بالحجة التي يسوقونها قبل أن يصيبوا بها غيرهم، وهذا الأسلوب المنطقي أفعل الأساليب في إلزام حجتهم؛ لأنها في النضال المنطقي بمثابة نقل الهجوم إلى معسكر الخصم من داخله ليشتغل بنفسه عن مهاجمة غيره.
وقد تقدم أن فرنكلين كان يقول أنه يرحب برسول المفتي الأكبر من القسطنطينية إذا طاب للمفتي الأكبر أن يوفده إلى الديار الأمريكية، ولكنه في الرسالة التالية يذكر أنصار الرق في بلاده بحجة القراصنة الذين كانوا يستخدمون شواطئ المغرب بأفريقيا الشمالية لاقتناص ركاب السفن والاتجار ببيعهم والتعلل بالدين لاستباحة رقابهم، وكان بعض أنصار الرق - مستر جاكسون مندوب ولاية جورجيا - قد ألقى خطابا في مجلس النواب - يفند به أقوال المعترضين على النخاسة أو تجارة الرقيق ونشرته صحيفة الفدرال جازيت
Federal Gazette ، فكتب فرنكلين إلى الصحيفة يرد عليه بهذا الأسلوب التهكمي الذي يشبه «محاكاة الصوت» للسخرية والتنديد، وكان تاريخه يوم الثالث والعشرين من شهر مارس سنة 1790 قبل وفاة فرنكلين بنحو ثلاثة أسابيع.
خطاب سيدي محمد إبراهيم
سيدي محرر الفدرال جازيت
قرأت أمس في صحيفتكم الغراء خطاب مستر جاكسون في مجلس النواب يستنكر به تعرضهم لمسألة الرق ومحاولتهم تحسين أحوال الرقيق، فذكرني خطابه هذا بخطاب ألقي قبل مائة سنة بلسان سيدي محمد إبراهيم عضو الديوان بالجزائر كما أثبته مارتن في سجل قنصليته سنة 1687. وكان هذا الخطاب معارضا لجماعة الطريقة الصوفية التي توسلت إلى الديوان أن يأمر بإلغاء القرصنة والنخاسة؛ لأنهما تناقضان العدل والإنصاف.
إن مستر جاكسون لم يستشهد به ولعله لم يطلع عليه، ولهذا يبدو من براهينه وذرائعه أن عقول الناس ومنافعهم تدين وتدان على منهج واحد في جميع الأمم والأقاليم كلما اتفقت المطالب والأحوال، وهذه هي ترجمة الخطاب الأفريقي المشار إليه:
بسم الله. الله أكبر. ومحمد نبيه ورسوله
ترى هل فكر أصحاب هذه الطريقة في عواقب الاستجابة لرجائهم ؟ وكيف ترانا نصل إلى البضاعة التي تأتي من البلاد المسيحية، ولا غنى لنا عنها إذا نحن كففنا عن شن الغارة على المسيحيين؟ ومن الذي يزرع لنا الأرض في هذه البلاد الحارة إن لم نتخذ منهم عبيدا مسخرين؟ ومن الذي يؤدي لنا عمل الخدم في المدن والبيوت؟ ألا يئول بنا الأمر يومئذ أن نصبح نحن العبيد المسخرين لأنفسنا؟ ألسنا هنا أحق بالرحمة من أولئك الكلاب؟
لدينا الآن خمسون ألفا في الجزائر وحولها ينقصون يوما بعد يوم إن لم يأت المدد من جديد، فإن كففنا عن اغتنام سفن الكفرة، واسترقاق الملاحين والمسافرين على متونها فلسوف تصبح أرضنا هملا لا قيمة لنا لانقطاع العمل في زراعتها. وسوف تهبط أجور بيوتنا في المدينة إلى نصفها، وتنفد موارد الخزانة العامة تبعا لذلك. ومن أجل ماذا كل هذا يا ترى؟ كل ما هنالك أن نرضي أهواء طائفة من أصحاب الأحوال والبدوات يودون لو أننا أطلقنا الأرقاء الذين في حوزتنا فضلا عن تحريم المزيد من المدد الجديد.
अज्ञात पृष्ठ