बिन्जामिन फ्रैंकलिन
بنجامين فرنكلين
शैलियों
ملك الغاب
كان للأسد ملك إحدى الغابات جند من الكلاب الأمناء مخلصون له ولدولته، وعلى أيديهم اتسعت تلك الدولة وهابها من حولها جميع الأعداء.
إلا أن الأسد - ذهابا مع نصيحة السوء من مشيريه - نفر من أولئك الجند، ودانهم بالتهم دون أن يستمع إليهم وأمر بباره، وفهوده، ونموره أن تغير عليها وتفتك بها فتكا ذريعا، وشكا الكلاب فلم يؤبه لهم، ورفضت شكاياتهم بغير اكتراث. فلم يكن لهم بد من الذود عن أنفسهم وحماية حوزتهم، وفعلوا مستبسلين.
وكانت منهم فصيلة مدخولة النسب من سلالة الذئاب والثعالب، أفسدتهم وعود الملك بالمكافآت الجزيلة، فخذلوا سلالتهم وذهبوا إلى معسكر الأعداء.
وانتصر الكلاب أخيرا، فانعقد الصلح بينهم وبين الأسد أن يصبحوا أحرارا، وألا يكون له عليهم بعد ذلك من سلطان.
وتعذر على الأوشاب المدخولين أن يرجعوا إلى السكن بين الكلاب، فراحوا يلحون في طلب المكافأة الموعودة، واجتمع من السباع مؤتمر كبير للنظر في هذا الطلب، فاتفق الذئاب والثعالب على عدالة الطلب، وأن الوعود الملكية لا بد من نفاذها، وعلى كل مخلص من رعاياه أن يسهم في تمكين صاحب الجلالة من الوفاء بتلك الوعود.
وخالفهم الحصان وحده، فجهر برأي جريء يجمل بما في طبعه النبيل من الشجاعة والطلاقة، وتصدى لهم قائلا: «إن الملك قد أساء نصحاء السوء مشورته، وأوغروا صدره على رعاياه الأمناء، وإن وعود الملوك ينبغي أن تنفذ حقا إذا وعد بها من يصدقون الخدمة، وكان في إنجازها منفعة للجميع، ولكنها إذا استنفرت رعاياه بعضهم على بعض فهي باطلة من مبدئها، ومن جزاء المحرضين عليها والذين اقترفوا جرائم العدوان والغيلة من جراء ذلك التحريض أن يلقوا أشد العقاب بدلا من المكافأة وحسن الثواب، ولننظر كيف نقصت قوتنا، وهيض من بأسنا بما أصابنا من فقدان كلابنا، فإذا زينتم للملك أن يحسن إلى الذين قتلوا إخوتهم أقمتم بذلك سابقة تغري من طغى بأمثال تلك الوعود، وأصبحت كل مكافأة ينعم بها أولئك الناشزون المنحرفون توكيدا لها وتشجيعا عليها، وتعرض الخيل والبقر كما تعرض الكلاب لشر الوقيعة فيما بينهم والانقسام بين صفوفهم، وتتابعت الحروب الأهلية في ديارنا حتى لا أمان ولا حرية في هذه الغاب، ويحيق بنا الضعف فلا حيلة لنا غير الخضوع والانقياد لكل طاغية يحلو له أن ينكل بنا، وينعم بافتراسنا حين يشاء.»
ولم يخل المؤتمر من عقل وحكمة فأصاخ إلى الرأي الصراح، وقضى برفض ذلك الاقتراح.
أبو معشر الساحر
كبر الفلكي الطيب أبو معشر فكف عن العمل، ولاذ بقمة الجبل، وتجنب عشرة الناس، وأنس إلى أصحابه من المردة والجان الذين يحبونه ويرفهون عنه الوحدة بالأحاديث والأسمار، وما فيها من معارف وأخبار.
अज्ञात पृष्ठ