बिला क़्यूद
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
शैलियों
أتاح ميزان الساعة لهذه الساعات الآلية الجديدة قابلية إخبار الوقت بدقة غير مسبوقة، فمثلت تقدما هائلا في التحمل والدقة مقارنة بكل تقنيات ضبط الوقت التي استخدمتها المجتمعات المتحضرة منذ العصور القديمة، غير أنه لم تكن أي من هذه الساعات مزودة بعقارب أو مينا، وإنما كانت تخبر بالوقت برنين الأجراس (حتى إن كلمة
clock
الإنجليزية جاءت من الكلمة الألمانية
Glocke ، التي تعني «جرس»). ولم يشع استخدام مينا الساعة المألوف لدينا - بعقرب للساعات وعقرب للدقائق يدوران داخل قرص دائري يحمل اثني عشر رقما - حتى عام 1700م، بعد أكثر من أربعمائة عام من تركيب أول ساعات آلية في أبراج كنائس أوروبا وأديرتها.
بالإضافة إلى ذلك، لم تكن أي ساعة من الساعات الأولى مزودة ببندول؛ فقط كان ما ينظم ميزان الساعة في ساعات العصور الوسطى عوضا عن ذلك ذراع دوارة تسمى قضيب التوازن تتأرجح على عامود يسمى محورا. كانت سرعة الساعة ينظمها حركة الأثقال المعلقة في طرفي قضيب التوازن سواء للداخل (مما كان يجعل القضيب يدور أسرع) أو للخارج (وهذا كان يجعله يدور أبطأ)، لكن لم يكن ميزان الساعة ذو القضيب والمحور دقيقا جدا بمعاييرنا، وكان من المألوف أن تقدم هذه الساعات القديمة أو تؤخر عدة دقائق يوميا (انظر شكل
8-1 ).
شكل 8-1: : ظل ميزان «المحور وقضيب التوازن» (أ) يستخدم طوال 350 سنة، لكن حل محله في النهاية البندول وميزان الساعة «ذو المثبت» و«اللاارتجاعي» (ب) و(ج) الأكثر دقة. ((أ): ساعة دي فيك ذات المحور والقضيب لبيير ديبوا، مصرح بنشرها تحت بند الملكية العامة من خلال موقع ويكيميديا كومونز. (ب): ميزان الساعة ذو المثبت لجورج هنري أبوت هازليت، مصرح بنشرها تحت بند الملكية العامة من خلال موقع ويكيميديا كومونز. (ج): ميزان الساعة اللاارتجاعي لفريدريك جيه بريتين، مصرح بنشرها تحت بند الملكية العامة من موقع ويكيميديا كومونز.)
لكن شعوب العصور الوسطى كانوا يعرفون الوقت بالساعة فقط، فلم يكونوا يأبهون لدقة الدقائق. لذلك، كان ميزان الساعة ذو القضيب والمحور دقيقا بدرجة كافية من أجل الأغراض العملية. لكن هذا كان النوع الوحيد من الساعات الموجودة حين قدم الأب ريتشي هداياه إلى الإمبراطور وان لي، وظلت تستخدم في كل الساعات الآلية طوال 350 عاما على الأقل. ولم يعف الزمن على التصميم الأساسي لساعة العصور الوسطى إلا مع اختراع البندول وميزان الساعة ذي المثبت والميزان اللاارتجاعي في القرن السابع عشر.
حين كان عالم الفلك والرياضيات والفيزياء الإيطالي جاليليو جاليلي في التاسعة عشرة من عمره انتابه الفضول إزاء حركة مصباح المذبح المتأرجح في الكنيسة، حين لاحظ أن المصباح دائما ما يتأرجح بنفس معدل السرعة، سواء كانت مسافة التأرجح كبيرة أو صغيرة. وقد كتب جاليليو عن هذه الظاهرة عام 1602م، لكنه لم يضع تصاميم أول ساعة ببندول قبل عام 1641م، بمساعدة ابنه فينشينزو، بعد أن هرم وصار كفيفا. ورغم أن ساعة جاليليو ذات البندول لم تنفذ قط، فإن عالم الرياضيات والفلك الهولندي كريستيان هويجينز الذي صنع أول ساعة ببندول عام 1657م قد أعادها إلى الحياة. وقد تبين أن ساعة البندول أدق عشر مرات من سابقتها، ومع هذه الدرجة الكبيرة من الدقة شاع أخيرا استخدام عقرب الدقائق، الذي لم يكترث أغلب صانعي الساعات بإضافته إلى مينا الساعة قبل ذلك الوقت.
أهم تبعات الهوس الأوروبي بالوقت على الإطلاق كان إنشاء ساعات دقيقة احتاجت آلات قادرة على صنع مكونات دقيقة ومتقنة؛ فقد كانت الساعات الآلية تحتاج إلى عجلات وأعمدة تدوير وأسطوانات كاملة الاستدارة والاستقامة حتى تسير بسرعة ثابتة. وكان لا بد أن توزع أسنان التروس على مسافات متساوية، وكل سن لا بد أن تكون بنفس الحجم والشكل بالضبط. أما الزنبركات التي كانت تشغل ساعات الأزمنة اللاحقة فكان يتعين صنعها بسمك موحد بدقة، وصلابة موحدة بدقة. وكل البراغي الصغيرة التي كانت تربط أجزاء الساعة بعضها ببعض كان لا بد أن تصنع بحيث تلائم الثقوب الملولبة التي صنعت من أجلها، فأن القطع المصنوعة يدويا التي كان يشكلها الحدادون منذ فجر التعدين كانت بعيدة كل البعد عن دقة الأشكال الهندسية، مهما بلغت براعتهم في حرفتهم؛ من ثم لم يكن من الممكن أن يصنع حرفي ساعة آلية دقيقة بحق وهو لا يستخدم سوى الأدوات اليدوية.
अज्ञात पृष्ठ