मिस्र में प्रारंभिक रिकॉर्डिंग थियेटर की शुरुआत: अल-अज़हर नाटक और हमादा पाशा का मामला एक उदाहरण के रूप में
بداية المسرح التسجيلي في مصر: مسرحية الأزهر وقضية حمادة باشا نموذجا
शैलियों
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبيه الكريم، (أما بعد) ... علم الناس تلك الروح العالية التي انبعثت في نفوس طلبة الأزهر الشريف في هذه الأيام، عندما أدركوا الأخطار المحدقة بهم والمهددة لمستقبلهم، فإنهم بعد أن استبشروا خيرا بالنظام الحديث الذي اقتضت مراحم الجناب العالي منحه إياهم، تأملوا قليلا في تطبيق بروجرامه، فأيقنوا أنهم لا يمكنهم إدراك الغاية التي رمى إليها غرض الجناب العالي من وضع هذا النظام، فوجدوا أن العلوم وزعت بطريقة غير معقولة؛ فأنيطت الدروس بالعلوم المهمة لأساتذة غير أكفاء فيها، وزيد في عددها عن ذي قبل حتى أصبح الطالب لا يجد لحظة من أوقاته يصرفها في إعداد الدروس لمذاكرته وحده ليعرض بعد ذلك فكره على أستاذه حتى يتبين أصاب أم أخطأ. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن أكثر طلبة الأزهر - بفضل إصراف رجال الحكومة بأموال المسلمين فيما لا يعود على المسلمين ولا على الدين الحنيف بأي فائدة كانت - تراهم في فاقة وفقر شديد بحيث لا يتسنى لهم شراء الكتب التي التزموا بدرسها بمقتضى النظام الجديد، فجزموا بأنهم ولا ريب مضيعين حياتهم صارفون نفيس عمرهم بغير جدوى، فظهروا بذلك المظهر الذي برهن للعالم أجمع على أن الضغط يحدث الانفجار، وأن النائم مهما طال نومه لا بد وأن تنبهه الأيام إلى واجبه، فقاموا وأجمعوا أمرهم فيما بينهم وتعاهدوا وعقدوا الخناصر على اعتزال الدروس أو إجابة مطالبهم و... وقد رأى الناس ما يريدون من المطالب التي نرى - كما يراه كل عاقل - أن الطلبة محقون فيها؛ لأن العاقل لا يليق به أن يضيع حياته سدى، وهم لا يريدون من الحكومة الآن إلا أحد أمرين: إما الإجابة إلى ما طلبوا، وإما القول بصراحة أن مهمتهم الدينية ليست في نظر الحكومة ذات قيمة تستدعي إسعاف القائمين بها لمطالبهم الضرورية. ونحن الآن لا راحم لنا ولا مساعد، فأملنا من رجال الأقلام وأرباب الصحف ونواب الأمة أعضاء الجمعية العمومية ومجلس الشورى أن يطرحوا مسألتنا الحاضرة على بساط البحث والمناقشة وينبهوا الحكومة إلى أنه من الضروري المحتم عليها إجابة مطالبنا وإلا ساءت الحال وتفاقم الخطب، فإن الأمة المصرية بل وسائر الأمم الإسلامية من أسهل الأشياء عليها تضحية حياتها في الانتصار لدينها والقائمين به؛ لأن الأمة مهما كانت - كما يصفها أعداؤها - جاهلة فإنها لا تنسى تلك الخدمات الجليلة التي قام بها ويقوم بها الأزهر الشريف والأزهريون قرونا عديدة.
ولا نرتاب في أنه لولا وجود الأزهر والأزهريين حراسا على الشريعة المطهرة والملة السمحاء لانمحى أثرها بالكلية. ألهم الله الأمير ورجال حكومته الصالحين لتلافي هذا الأمر قبل اشتداد أزمته واستحكام حلقاته، إنه ولي التوفيق. (ينزل ويصعد خطيب آخر.)
إخواني الفضلاء وزملائي الأجلاء!
ايم الله؛ للحق أحق أن يتبع، ولصدق حقيق بأن يستمع؛ إنه يا قوم ليسرني كما يسر كل محب للدين، محب للإسلام، محب للإنسانية بمعنى الكلم، محب للطريق المستقيم أن يراكم متآخين متحدين قلبا وقالبا، يراكم ملتئمين ناهضين، يراكم كأنكم بنيانا يشد بعضه بعضا.
إخواني!
اعتقدوا تماما أن كل ذي إنصاف وعدل لمسرور من هذه النهضة العلمية الشريفة التي قمتم بها خير قيام لإصلاح ما أفسدته يد الآثمين في هذا المعهد الديني العظيم والمسجد الإسلامي الكبير.
إخواني!
إن طلبة علم ديني كمثلنا؛ أي رجال الدين، وهم الذين يجب على الحكومة أن تحترمهم بوجه خصوصي، رجال مثلنا يرضون بالذل والاستماتة والصمت عن حقوقهم التي اغتصبتها يد الطامعين ومحبي المال وجامعيه لهم جانيين على أنفسهم أشنع جناية لا يتصورها العقل، مضيعين حقوقهم الشرعية.
إخواني!
إن كل إنسان من أمم العالم أجمع لا يكون مقيدا عن النطق بما تشعر به نفسه من الظلم الخارج عن حده، والمعاملة السيئة التي يعامل بها إلا إذا كان جمادا لا يحس بألم الضرب على الأرجل ولا يشعر باللطم على الوجه الذي كم سجد لله مرارا عديدة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
अज्ञात पृष्ठ