मिस्र में प्रारंभिक रिकॉर्डिंग थियेटर की शुरुआत: अल-अज़हर नाटक और हमादा पाशा का मामला एक उदाहरण के रूप में
بداية المسرح التسجيلي في مصر: مسرحية الأزهر وقضية حمادة باشا نموذجا
शैलियों
أولا: التصريح:
وأعني به كشف التلميحات العابرة؛ إذ إن الحدث عندما يأخذ منحى سياسيا يصبح من الصعب على متناوله في حينه أن يتحدث بصورة واضحة عن أمور قد تكون لها عواقبها الوخيمة، حسب تقدير الموقف بالنسبة للسلطة، أو بالنسبة للمساس بمقدسات دينية. وفي الوقت الذي يمكن فيه القول إن مسرحية «الأزهر وقضية حمادة باشا» تعد نسخة فنية تسجيلية من الأحداث التاريخية لاعتصاب طلبة الأزهر، كما جاءت في الصحف التي تحدثت عن هذا الاعتصاب وقت حدوثه؛ حيث إن المؤلف صرح بأهم الأحداث التاريخية، وأثبت ذلك بصورة فنية على امتداد صفحات المسرحية، في الوقت الذي يمكن القول فيه بذلك، وجدت الدراسة أنه صرح بأمور لم تستطع الصحف التصريح بها، واكتفت فقط بالتلميح عنها.
ومن ذلك على سبيل المثال: تلميح الصحف بأن أموال أوقاف الأزهر لا تذهب إليه؛ وفي ذلك يقول ابن النجوم محمود في مقالته: «لو كان ما حبس على الأزهر يصرف على الأزهر لما فرش إلا بأفخر البسط والسجادات، ولأثير بأفخر الثريات، ولأعطي صغار الطلبة ما للعلماء من المرتبات، ولركب العلماء العربات الفاخرات، والدواب الفارهات، ولكانت مكتبته حاوية لمئات آلاف المجلدات، ولكان للأزهر فروع في سائر الجهات.»
90
وعلى الرغم من هذا التلميح في الصحف، إلا أن المؤلف صاغه بصورة صريحة؛ متهما الخديوي نفسه بسرقة أموال أوقاف الأزهر. وقد جاء هذا التصريح على لسان أحد مشايخ الأزهر الثائرين أمام عدم اكتراث الخديوي بالأزهر قائلا: «... أو على الأقل إدارة مصلحة معهدنا هذا، الذي قد تعهد سموه بإصلاحه شخصيا، وأصبح كل فرد من أفراد الأمة يعرف هذه المسئولية؟ أو لعل سموه لا يرغب إلا في حفظ أمواله وما هو مخصص لهذا المعهد في خزينته العامرة؛ للاستعارة منها متى شاء بلا حساب ...»
91
وهذا الاتهام ربما كان الناس يتحدثون به همسا في ذلك الوقت، وكان يسمعه حسن مرعي أو ينقله بحسه الصحفي، فصرح به في جرأة كبيرة كانت السبب في منع الحكومة هذه المسرحية من التمثيل، كما جاء في الدراسة سابقا. ومهما يكن من أمر تمثيل المسرحية من عدمه، إلا أن هذا الاتهام تم تسجيله في المسرحية المنشورة. وهذا يحسب للمؤلف؛ لأنه استطاع أن يسجل أحداثا لم ترد في الصحف. وهذا يعتبر إضافة تاريخية يعلم من خلالها قارئ المسرحية ماذا كان يدور بين الناس من أمور خطيرة لم تستطع الصحف تسجيلها، واستطاع حسن مرعي - على سبيل المثال - تسجيلها وحفظها للتاريخ وللمستقبل.
ومن أمثلة التصريح أيضا: ما كشفه المؤلف عن مظاهرة الطلاب أمام دار المؤيد؛ إذ وصفت الصحف مظاهرة الطلبة أمام مبنى جريدة المؤيد هكذا: ولما مروا أمام دار المؤيد أخذوا يصيحون: فليسقط المؤيد! وإذا بحجارة أخذت تتساقط من أعلى دار المؤيد، فاستشهد الأزهريون بالبكباشي جرفس على هذا العمل، فوقف عندئذ البكباشي ونظر إلى الناس الذين يلقون الحجارة، وقال لهم بالعربية: «ارجعوا ... ارجعوا.» فلم يسمعوا لقوله، بل ظلوا يرجمون الطلبة بالحجارة، فأراد بعض الأزهريين الدخول إلى دار المؤيد للقبض على المعتدين وتسليمهم للبوليس، وتناول بعضهم لحجارة المتساقطة ورجموا بها جدران المؤيد. وفي هذه الساعة وصلت إشارة تلفونية إلى محافظة العاصمة من جريدة المؤيد تفيد أن الأزهريين اجتمعوا أمام المؤيد يريدون الدخول عنوة.
92
الشيخ علي يوسف.
अज्ञात पृष्ठ