من المحتمل أن ابن سلام كان يقضي عدة سنين بجندوبة وهي بلد أو "أرض تقع على حدود غريان الغربية الجنوبية" (4). ثم التقاؤه بخلف في ذلك الموضع سنة 271 ه حيث كان المؤلف ما يزال موجودا بجندوبة بعد عام 273 ه (المنتهي 27/5/887 م)، وفيها لقى أبا حماد النفوسي وصاحبه الذي كان من نفوسه أيضا، وانتمى إلى جماعة من هذه القبيلة تقطن في مدينة سجلماسة في ظل حكم بني مدرار. وحج صاحب أبي حماد المجهول ثلاث مرات وأقام بمصر في أثناء ذلك، كما قضى عاما بمكة قابل فيها حجاج عمان وعلماءهم. وقد أعطى هو ابن سلام أخبارهم عند اللقاء المذكور (ص109-110).
اعتمادا على كتابه نستطيع أن نتتبع ابن سلام في فترة من حياته قدرها خمسة وثلاثون عاما. ونفترض أن عمره كان بين خمس عشرة وعشرين سنة على الأقل عندما تلقى بعض الأخبار عن ابي صالح النفوسي قبل عام 240 ه. وعلى هذا الأساس كان عمر ابن سلام خمسين سنة على الأقل عندما ألف كتابه وذلك بعد عام 273 ه. ومن المحتمل أنه كان أسن من ذلك إذا كنا نذكر أن جده اشترك في موقعة مغمداس عام 142 ه (5). هذا وليسمن المستبعد أن ابن سلام قد توفي بعد عام 273 هت (المنتهي 27/5/887 م)، بسنوات قليلة مما منعه من استكمال عمله.
पृष्ठ 39