ونجد في رسالة وضعها مؤلف مجهول وهو يعود إلى بداية القرن السابع ه (الثالث عشر م) سردا لأسماء الشيوخ الإباضيين الوهبيين حسب نسبهم القبلي، ويظهر من بينها اسم سلام بن عمرو اللواتي عامل الإمام عبد الوهاب (ت 208 ه/ 823- 824 م) على سرت ونواحيها.
ويبدو أن الشماخي نقل الملاحظة نفسها عن رسالة المجهول إلى كتابه(1). لقد سمى ابن سلام أباه "سلام بن عمرو" (ص115)، بدلا من "ابن عمر" الذي كان موافقا لاسم جده عمر بن تمطنين. ومن المحتمل أن سلام العامل هو بالفعل أبو المؤلف ويؤيد ذلك ما يتضح لنا من روابط ابن سلام العديدة مع منطقة طرابلس عند اطلاعنا على كتابه وكان عمل سرت على حدود طرابلس الشرقية. ومن ناحية أخرى تشير تفاصيل رسالة موجهة إلى أبيه وقد ذكرها ابن سلام (ص115) إلى اتصال سلام بن عمر بإباضية مصر بالفسطاس. ومع إثبات كون سلام بن عمر اللواتي أبا للمؤلف يثبت انتماء ابن سلام إلى لواتة وهي من أكبر قبائل البربر.
المرة الأولى التي ذكر الكاتب نفسه هي قبل سنة 240 ه (المبتدئة 2/6/854 م) والتقى بأبي صالح النفوسي(2) عندما كان في توزر في بلاد الجريد الواقعة في الجنوب الغربي التونسي. وأخبره أبو صالح عن عمر بن يمكتن أول علماء القرآن بجبل نفوسه (ص126). وبعد سنة 250 ه (المنتهية 1/2/865 م) زار ابن سلام ورفيقه "سدرات من أهل ميري"، وميري(3) من قرى جبل نفوسه، الفقيه محمد بن عبدالملك الحجازي بالفسطاس. ويعطينا ابن سلام وصفا غير كامل للمكان الذي يقع فيه مسكن الفقيه (ص115).
पृष्ठ 37