( 5) - لم يصل إلينا تفسير عبد الرحمن بن رستم ولا نجد له شواهد في الكتب الإباضية المختصة ( راجع لفيتسكي 1961، ص11- 12 ). أما تفسير أبي الحواري العماني فلا يظهر ما يدل على أن ابن سلام اطلع على كتابه، وقد عاش أبو الحواري في عصره وحتى أوائل القرن الرابع ه / العاشر م.
ولا يبدأ التأليف التأريخي في معناه الحقيقي حتى في الفقرات الخاصة بتأريخ الإباضية المغربية. وهو يأتي في شكل سرد الأخبار المنفردة أو الملاحظات القصيرة أو ذكر أعلام الناس. ويسري هذا الوصف على ذكر الكاتب للمعاصرين له أو لأبيه بالحجاز وبمصر. وواضح تماما من خلال اطلاعنا على تلك الفقرات التي تمتاز بأهمية كبرى عند البحث في تأريخ أصحاب هذا المذهب في طرابلس وإفريقية أن الكاتب لم يستند هنا إلى أي مصدر مدون من كتب التأريخ والتراجم، بل نقل جميع المعلومات عن مخبريه أو ذكر ما شاهده شخصيا.
وفي مسألة النقل الشفوي للأحاديث الواردة في الكتاب والمرفوعة إلى النبي والصحابة والتابعين فيرجح أنها منقولة عن مصادر مدونة في معظم الأحوال. وقد ذكر المؤلف في موضع واحد ( ص72 ) كتابا أخذ عنه حديثا معينا وهو " كتاب الرد على الروافض " لعبد الله بن يزيد الفزاري (1). وعدا ذلك لم يحاول الكاتب أن يعطينا إسنادا كاملا لأي من الأحاديث. ولا يزيد الأسماء المذكورة ضمن الأسانيد على اسمين إلا نادرا، وسلسلة الرواة متصلة دائما بمن حضر الحادث أو شاهد القول الوارد في متن الحديث. وفي المرة الوحيدة التي يذكر فيها اسم الشخص الذي روى عنه المؤلف لا يذكر بعد هذا الاسم إسنادا يدل على كيفية الرواية ( ص131 ).
पृष्ठ 15