133

ونحن نذكر من الشعر في طرد الكلب، ونوفي بما وعدنا به من شرح حال الطريدة بابا بابا، ونبدأ بالأيل لأنه أعظم ما يصيده الكلب.

قال بعض المحدثين في ذلك:

أنعت كلبا للقلوب مجذلا ... آلى إذا أمسك ألا يقتلا

مؤملا لأهله ممولا ... يزيد ذا الوفر ويغني المرملا

ذا همة في الصيد في أعلى العلا ... يستصغر الظبي فيبغي الأيلا

لا يجد الأيل منه موئلا ... تخاله من خوفه معقلا

يعول من كان عليه عولا

ولم نثبت صفات الكلب إلى أن لعبنا منها بما لا يحصى كثرة من الشرق والغرب، وأفره ما رأيناه منها ما يجيء من المغرب، وخير ما فيها البلق وهي حسان فره على كل ما أرسلت عليه من الطرائد. وخير كلاب الشرق ما جاء من عند الأكراد. وقد ذكرنا من ذلك ما شاهدناه واختبرناه.

ولقد ركب مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين المنتخبين ذات مرة فأصاب من البقر ما لم يحص كثرة، ورجع من الصيد ومعه عشرون جملا عليها محامل فيها كلها كلاب الصيد، فرؤيت بمصر ظاهرة.

وقال الحسن بن هانيء يصف الكلب:

أنعت كلبا أهله في كده ... قد سعدت جدودهم بجده

पृष्ठ 149