وحل صمت قصير مسقوفا بأنوار الكشافات، ثم عاد دحروج يقول بلهجة جادة وأخوية معا: سلامة، ليس اليوم كالأمس، سيجيء كثيرون من العملاء الجدد، أخشى عليك.
سأله سلامة واجما: هل ينبغي أن أذهب؟ - نعم، سأهربك إلى فلسطين، وستعمل هناك لحسابي، ما رأيك؟ - الرأي رأيك.
قال بثقة: كل شيء مرسوم يا ابن زينب.
وفجأة، ارتجت الأرض بزلزال، ودوى انفجار شل خفقان القلب. شد دحروج على ساعد سلامة بعصبية: ما هذا؟
أجاب سلامة ووجهه يشحب في ضوء القمر: قنبلة! .. أسرع إلى الحجرة.
وارتفعت صرخة آمنة، فصاح بها دحروج: مكانك .. مكانك يا آمنة.
وإذا بالضرب يتتابع بلا توقف. جرى الرجلان نحو الخرابة. وفي اللحظة التالية ندت صرخة عن دحروج، ثم سقط على وجهه. هتف سلامة: معلم!
وانحنى فوقه ليساعده على القيام، ولكنه لم يستطع شيئا. وانطرح فوقه بلا إرادة. وانغرزت جبهته في الرمال، وهبطت الأرض. وارتفع جناح الصحراء صوب السماء. وشيء كثيف حجب وجه القمر. - ماذا بك يا دحروج؟
ونادى صوت، ثم ابتلع الظلام كل صوت وكل لون.
وأراد سلامة أن يقول لصاحبه: سامحني لقد غلبني النوم.
अज्ञात पृष्ठ