وقفت أرقبه، وهو يبتعد، لاهثا، يئن وعرقه يسيل.
وقفت حائرا أتساءل أألحقه وأقتله لأنفس عن غيظي؟
أأندفع أسقط الكرسي عن كتفه بالقوة وأريحه رغما عنه، أم أكتفي بالسخط المغيظ منه؟
أم أهدأ وأرثي لحاله؟
أم أصب اللوم على نفسي أنا لأني لا أعرف الأمارة؟
سورة البقرة
ما كادت الفاتحة تقرأ، ويسترد يده من يد الرجل، ومبروك، ويتأمل مليا البقرة التي حصل عليها، ثم يتوكل ويسحبها خارجا حتى بعد خطوات قليلة، وضع فلاح شاب طويل مهول، يده فوق اليد الممسكة بالحبل، وبقوة الضغط والعضلات أوقفه قائلا: إلا قول لي يا شيخ، بالذمة والأمانة والديانة، وقعت بكام؟
وحتى لو لم يذممه، فقد كان يريد قول الحقيقة لكي يعرف، من وقع الرقم، إن كان هو الخاسر أم الكاسب في الصفقة، أجاب: بالذمة والأمانة والديانة بسبعة وتمانين جنيه وربع وبريزة للسمسار.
ولم يتح له أن يقرأ شيئا في وجه الشاب الضخم، فما كاد يقول الرقم حتى كان الشاب وكأنما انتهى غرضه منه تماما، فسحب يده ومضى إلى حاله مغمغما بكلام مضغوم، لا يلوي على شيء.
وبعد باب السوق بخطوة، اندفع ناحيته رجل بشارب هائش وصوت مزعج عال وكرش، قائلا: سلام عليكم. سلام ورحمة الله. بالذمة والأمانة يا شيخ بكام؟
अज्ञात पृष्ठ