176

बेरुत वा लुबनान

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

शैलियों

فالمنفعة الوحيدة التي يمكن أن يقدمها هذان الموقفان هي تجارية، وكل ما عداها مؤقت؛ فعلى الشاطئ الجنوبي الشرقي مرفأ جميل يمكننا بواسطته أن نستورد من الداخل الأخشاب والمؤن، أما مرفأ مخا فهو غير نافع من جهة ثانية لأننا لا نجد في ضواحي هذين الموقفين الفحم الحجري، وبكلمة واحدة إننا سنكون هناك تحت رحمة العرب؛ ولهذا أرى استحالة إحداث هذا الخط وعدم نفعه. (6-3) مواقف الاتجاه الثالث: الخط الإنكليزي العربي

ثلاثة مواقف في سيشيل ومثلها على الشاطئ الجنوبي الشرقي من أفريقيا وفي عدن، أو اثنان فقط في هاتين النقطتين الأخيرتين إذا كانت المسافة غير طويلة.

سوف لن نتناول هذا الخط إلا بكلمة واحدة؛ فهو شريك الخطين الأخيرين ولا يقدم أية فائدة، إلا إذا استثنينا الحالة التي ينشأ فيها موقف على الشاطئ الجنوبي الشرقي، فتقصر الطريق عند ذاك، ونستطيع الحصول على منافع تجارية، ولكننا نكون تحت رحمة العرب والإنكليز.

إننا لا نجد بين هذه الخطوط الثلاثة واحدا تجتمع فيه المنافع والشروط المدونة أعلاه، فأينما كنا لا نواجه إلا شعوبا تقاومنا ملبية داعي مذهبها. وإذا ما حاولنا كبت تعصبها تناصبنا العداء إما بدسائسها وإما بدافع مصالحها المقهورة، وأخيرا الإنكليز! إن كل شخص يفهمهم؛ فهذه المواقف - من جميع جهاتها - تكون إقامتنا فيها موقتة ومعرضة للأخطار.

وعليه فإذا شئنا أن نحدث خطا للسفن البخارية مبنيا بنيانا وطيدا على أساس المصالح الإفرنسية - سواء أكان في البحر الأحمر أو مضيق باب المندب - فيجب أن لا يكون موقفنا فيه تحت رحمة العرب أو سلطة الإنكليز، وإذا فعلنا خلاف ذلك فلا خط للبواخر ولا مستقبل.

لننتقل الآن إلى الخط الإفرنسي. (6-4) مواقف الاتجاه الرابع: الخط الفرنسي

الموقف الأول:

في خليج مدغشقر: إنه يبعد عن بوربون حوالي 245 فرسخا، وهو مكان صالح للإرساء، ويمكنه أن يتسع لجميع أساطيل العالم. حمايته سهلة، ومناخه صحي خلافا لطبيعة شواطئ أفريقيا. إن الأراضي هناك قابلة للحراثة، لا بل هي محروثة أيضا، والأنهار والسواقي تسقيها. وقرب الشاطئ نجد الفحم الحجري والأخشاب للبناء؛ ولهذا يمكننا تحويل هذا الموقف إلى مستعمرة جميلة، أما مركزه فتجاري، وسياسي، وعسكري، ويمكننا أن نستمد منه - لبوربون والمواقف الأخرى - الفحم والخشب؛ فالمؤن هناك يسهل الحصول عليها، وبكلمة وجيزة نقول إن جميع الشروط التي نطلبها متوافرة كلها. أما المشكلة الوحيدة فهي الاستيلاء عليه بصورة شرعية. إن معاهدات 1814 تمنح فرنسا جزيرة مدغشقر.

الموقف الثاني:

على الشاطئ الجنوبي الشرقي من أفريقيا، وعلى بعد 360 فرسخا من مدغشقر: هنالك نقطة ذات مرفأ جميل هادئ، وهي محور تجارة تلك الناحية من الشاطئ، لا بل محور تجارة داخل أفريقيا بكاملها؛ فالبلدان المجاورة لها زراعية وفيها جميع أنواع المؤن حتى الأخشاب؛ فالجاب - وهو النهر الكبير الذي يجري من الحبشة إلى البلدان؛ بلدان الغال وسومولي - يصب قريبا من هنالك. إن ركوب هذا النهر ممكن وتجار البلاد يقطعونه. فمما ذكرنا يبدو لنا أن مركزا كهذا يدر أرباحا ضخمة، وفوائد كبيرة اليوم وغدا.

अज्ञात पृष्ठ