बेरुत वा लुबनान

मारून अबूद d. 1381 AH
174

बेरुत वा लुबनान

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

शैलियों

وهذه الاتجاهات الأربعة هي الوحيدة الممكنة، إنها الفرصة المؤاتية، بل الساعة التي يجب علينا فيها درس قيمة كل منها على انفراد، ولما كانت هذه الخطوط ترتبط كل الارتباط بالمواقف فسندرسها معا. (5) الذخائر: الفحم، الخشب، أسباب المعيشة (5-1) الفحم الحجري

نحن بين أمرين: إما أن نستورد الفحم الحجري من الهند وأوروبا، أو أن نوجده في هذه الأمكنة نفسها؛ أي أن نستخرجه من مدغشقر وأفريقيا وجزيرة بلاد العرب حيث يجب أن تقام هذه المواقف.

إن طرفي هذا الخط خاليان من هذا الفحم؛ فبوربون ومصر يفتقران إليه، بينا هو موجود في مدغشقر والحبشة، وأهل تلك البلاد يعرفونه. أما جزيرة بلاد العرب فلم يعرف شيء عن الكمية التي وجدت فيها منه.

نجد في مدغشقر الفحم الحجري في مكان يبعد قليلا عن البحر، فيستطاع نقله بسهولة في نهر يصب في خليج كبير. وفي داخل الجزيرة - قرب تاناناريف - كثير من الفحم الحجري، وقد استخدمه إفرنسي في أعمال الحدادة، فإذا ما خصصنا قليلا من العمل للنهر الذي يجري قريبا من ذلك المكان، فإنه يمكننا نقل ذلك الفحم إلى البحر. إن تحقيق هذا المشروع سهل، كما يقول العارفون.

أما العارف في الحبشة، فقد عثر على الفحم الحجري عند حدود فولوكالا وكوى، قرب نهر وات الذي يبعد قليلا عن روبي سانا ويصب في هافاش، وهو موجود أيضا في تيانو عند حدود كوى، قرب هافاش. ومن الثابت اليوم أن جبال مدغشقر والحبشة تحتوي الفحم الحجري.

أما الأمر الجدير بالذكر فهو أن رحالتين قد عثرا على الفحم في الحبشة حينما كانا يجولان في أطراف أنجاد تلك البلاد. إن معرفتي لعلم طبقات الأرض قليلة، ولكن اختباري وملاحظتي التربة يؤكدان لي أنه محتمل جدا أن نجد منه قرب تارانا الواقعة على مقربة من هالاي وبوراي. وهاتان الأخيرتان تقعان على قمة رابية فسيحة، وهي الجزء المتمم لرابية كوى، إن معادن الفحم الحجري تقع إذن على مسافة غير بعيدة من البحر، وعلى الأخص من بوراي، وها إني أدون هذه المعلومات لتكون دليلا للمستقبل. أما اليوم فيجب الاهتمام بنوع خاص بفحم مدغشقر؛ فهو أول ما يجب الحصول عليه ليستعمل في الذخيرة. إن فحم كوى لا يجدي نفعا ما لم يمكن الإبحار في هافاش؛ وهذا أمر محتمل وقوعه. إن الهند تستطيع في كل حال أن تقدم من الفحم الحجري كميات كالتي تقدمها أوروبا؛ ولهذا يجب علينا أن نعلم أن القيام بمشروع بناء السفن البخارية أمر يكلف فرنسا الشيء الكثير، ولكنه أمر لا بد منه إذا كانت مصالحها في بحار أفريقيا لا تقل عنه قيمة. (5-2) الأخشاب والحديد

إن هذه المواد تستورد عادة من أوروبا والهند، ومع ذلك فهنالك عدة أمكنة على الخطوط المشار إليها يمكنها أن تقدمها لنا؛ فمدغشقر تقدم حديدا أو أخشابا لبناء البواخر. أما الأخشاب فموجودة حوالي البحر. أما الحديد ففي الداخل؛ فكيلوى والبلدان الواقعة قبالتها ذات غابات كثيرة، ومنها تقطع أخشاب البناء، كما أننا نجد أيضا غابات على الشاطئ الجنوبي الشرقي من أفريقيا وفي نهر جاب الذي تحمل مياهه السفن، وهنالك يمكن أن تبنى المراكب الضخمة.

وفي الحبشة حديد كثير، وعلى بعد خمسة عشر فرسخا من البحر - قرب هالاي - مناجم منه يحسن الأهلون استثمارها. وهذا الحديد هو من النوع الجيد، وحسبنا برهانا على قيمته القول إن حدادي البلاد - وهم عمال غير حاذقين - يلقونه بعض الأحيان ثلاثين أربعين مرة في النار حتى يستطيعوا أن يصنعوا منه الشكل الذي يرغبون فيه. (5-3) المؤن

لا يعنيني أن أتحدث عن المؤن التي تستورد من الهند أو أوروبا؛ فهذه المؤن نجد منها ما نشاء في جميع الأمكنة، في بوربون ومخا وجدة والسويس ... إلخ، ولكنني سأتكلم على المؤن التي تقدمها البلدان الواقعة على الخط الذي تتبعه البواخر.

إننا نجد في مدغشقر المؤن على اختلاف أنواعها بكثرة؛ فهي يؤتى بها إما من الشاطئ، أو من الداخل. وكذلك نقول عن شاطئ أفريقيا الجنوبي الشرقي.

अज्ञात पृष्ठ