قدمها إلي أنها كاتبة أردنية. ولم تعبأ بي إنما وجهت حديثها إليه: هل أعددت العقد؟
أجاب: سيكون جاهزا في المساء.
قالت: سأذهب الآن إذن.
سألته وأنا أشير برأسي ناحية الباب الذي خرجت منه: ماذا تكتب؟
قال: أشياء على طريقة تحت ظلال الزيزفون ومرتفعات ويذرنج. ولولا أنها تدفع ثمن الورق وأجر المطبعة ما كنت نشرت لها شيئا.
قمت واقفا وأنا أقول: سأبلغك بموقف الصباغ من الكتاب خلال يومين. - إلى متى تنوي البقاء ببيروت؟ - حتى نهاية الأسبوع في الغالب. - لا بد أن تسهر عندي الليلة. - لا أعرف البيت. وأخشى أن أتوه. - سأمر عليك بسيارتي أو أرسل إليك واحدة في السابعة.
استرشدت منه عن الطريق إلى مكتب وديع الذي يقع في شارع قريب، ورافقني إلى الباب الخارجي. كانت السمراء منحنية على كتاب فوق مكتبها. وشعرت بنظراتي، لكنها لم ترفع رأسها.
وجدت وديع في مكتبه ينصت إلى الراديو. قلت وأنا أرتمي في مقعد: ما هي الأخبار؟
قال: 68 كيلوجراما من الديناميت انفجرت هذا الصباح في سيارتين ملغومتين بالمنطقة الشرقية. والضحايا 9 قتلى و80 جريحا، بالإضافة إلى المتاجر والمنازل والسيارات التي تضررت. - والفاعل؟ - مجهول كالعادة، لكن النتيجة معروفة. - كيف؟ - عمل انتقامي ضد الغربية.
أحضر لي أحد الشبان علبة بيرة مثلجة جرعتها في لهفة.
अज्ञात पृष्ठ