بدرت منها نظرة سريعة إلى صديقتها ثم قالت: لم أكن بالمنزل.
خاطبتني جميلة قائلة: أخذت مخطوطة كتابك من لميا وسأقرؤها اليوم.
عقبت لميا بسرعة: لا تقلق؛ فلم يتبق لي سوى الفصل الأخير.
قلت: لست قلقا. كل ما أريده هو أن أنتهي من هذا الموضوع قبل سفري.
سألتني جميلة: متى تسافر؟
أجبت: خلال أسبوع.
أحضرت السكرتيرة القهوة، فارتشفتها في صمت، بينما تشاغلت لميا بأوراق على مكتبها، وتناولت صديقتها مفكرة من حقيبة يدها، فجعلت تقلب بين صفحاتها. كان اللون الأحمر الساطع الذي طلت به شفتاها متناسقا مع تكوين وجهها العريض، ولون بشرتها القمحي. وبدت لي أكبر من لميا بعشر سنوات على الأقل.
انتهيت من قهوتي، فتناولت حقيبتي، ونهضت واقفا وأنا أقول مخاطبا لميا: لا بد أن أنصرف الآن. سأتصل بك فيما بعد.
لم تبدر منها محاولة لاستبقائي، ولم تودعني حتى الباب، واكتفت بمصافحتي وهي جالسة. وغادرت الغرفة بعد أن أومأت برأسي لصديقتها.
غالبت رغبة ملحة في الشراب، وأخذت سيارة أجرة إلى الفاكهاني.
अज्ञात पृष्ठ