अफ्रीकी शेर और इटैलियन टाइगर के बीच: इटैलियन इथियोपियन समस्या पर एक ऐतिहासिक, मानसिक और सामाजिक विश्लेषणात्मक अध्ययन
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
शैलियों
ولم تكن الدولة المصرية ترمي إلى احتلال الحبشة أو إذلالها، ولعل يدا أجنبية هي التي دفعت بمصر في هذا المأزق، وهي التي تربطها بالحبشة روابط شتى، منها وحدة العقيدة، سواء في ذلك المسلمون المقيمون في هرر، أو النصارى المقيمون في بقية الحبشة، وأصل ديانتهم عن مبشر إسكندري في مستهل القرن الرابع، ومنها الجوار، ومنها وحدة الأصل السامي واتحاد أصل اللغات التي تتكلمها الأمتان.
ومنها العنصر التاريخي، وتمجيد سليمان وبلقيس في القرآن، وهما المقول إنهما مؤسسا الأسرة المالكة في بلاد أسد يهوذا، وقصتهما من أجل القصص في القرآن الكريم وأروعها، يسمعها المسلمون وغير المسلمين صباح مساء، فذكراهما لدينا في كل وقت حاضرة.
4
ومنها خروج النيل الأزرق وروافده من بحيرات الحبشة.
وإذن كان هذا التخاصم القصير المدى غلطة سياسية تكفل الدهر وحسن تدبير الشعبين بتصحيحها. وقد كتبت الأيام على يوحنا أن يكون ممثلا لهذا الدور في التاريخ الحبشي الحديث، فنحن لا نلومه لأنه كان يدفع عن وطنه هجوما أجنبيا، ولكننا نعيب عليه أنه لم ينجح في الوصول إلى صلح شريف يمحو الخطأ السياسي، ويربط أواصر الصداقة بينه وبين الدولة المصرية من جديد مع سبق اعترافه بها.
أما منليك الثاني إمبراطور الحبشة الذي انتصر في موقعة عدوة الشهيرة، فقد كتب له أن يكون الملك الكامل الذي تم على يده منهاج ثيودورس.
وقد ولد الإمبراطور منليك في سنة 1844، وتولى ملك شوا في سنة 1866، وتوج إمبراطورا على الأحباش في سنة 1889، وانتصر في موقعة عدوة سنة 1896، وتوفي في سنة 1913، ولم يرزق ذكورا، وتزوج من الإمبراطورة تانوفي فرزق منها بنتين زوديتو (يهوديت)، التي توجت إمبراطورة سنة 1916، وماتت سنة 1930، ولم تترك عقبا. وكان رحمه الله يعرف لآخر أيامه في أوروبا بأنه «بعبع» إيطاليا.
عبقرية منليك وقوة إرادته
كان منليك الثاني طويل القامة، مهيب الطلعة، جميل المنظر، ربعة بين الرجال، متواضعا وقورا، وعاش أربعة وسبعين عاما، وكان في جميع أطوار حياته، ما عدا شيخوخته ومرضه الأخير، نشطا ميالا إلى العلم بكل شيء، وبسبب هذا الميل ألم بأمور شتى، وتعلم صناعات جمة كالميكانيكا وفحص الأسلحة، حتى أصبحت فنون الميكانيكا والكشف عن عدد الحرب لديه من أسهل الأمور.
وكانت نفسه مفطورة على العدل، فكان يعامل جميع رعاياه بالمساواة، ويحكم بينهم بالعدل، ويحب لهم الخير، فأجمع المسلمون والنصارى من رعاياه على حبه، وعرفانهم بجميله.
अज्ञात पृष्ठ